مع اجتماع الأطراف الثلاثة نصبت الطاولة وأقبلت الصفقة تسير على قدميها منكسة الرأس مكسورة القلب .. الصفقة فتاة في العشرين من العمر تدعى جميلة الشهلي .. على الطاولة تم الاتفاق وبيعت جميلة ل "أبو علي" صفقة تجارية قبل أن تكون زوجة ، وما أن قبض والد جميلة رزمة النقود ثمن فلذة كبده حتى أقيمت حفلة على شرف الاتفاق .. الحفلة كان لها مسمى آخر فقد أسموها حفلة عرس، وعقب حفلة العرس أخذ أبو علي عروسه - عذراً - بل الدمية التي ابتاعها في صفقته التجارية إلى محافظة عدن وأقام معها في شقة مفروشة مدة شهرين لتستيقظ ضحية والدها جميلة في احدى الأيام على مأساة إن لم تكن كارثة حلت بها .. أبو علي جمع رحاله وامتطى راحلته عائداً إلى وطنه بعد أن عبث بدميته شهرين من الزمن تاركاً ورقة طلاق جميلة وحفنة نقود قليلة في حقيبتها الخاصة . جميلة صبية العشرين ضحية والدها باتت تصرخ شاكية وتدمع باكية، ومن جوفها تتصاعد نهدات الأسى .. فكم جميلة ستغدو ضحية للزواج السياحي وإلى متى ستظل الدولة تقف موقف الحياد ، فلا تردع آباء يبيعون بناتهم صفقات على طاولة الزواج السياحي؟!