اللجنة العسكرية هي إحدى المكونات التي أفرزتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وأنيطت بها عدد من المهام والمسؤوليات الهادفة إنهاء كل المظاهر المسلحة والانفلات الأمني في أمانة العاصمة ومحافظة تعز وغيرها من المحافظات.. مضت حتى الآن ستة أشهر منذ تشكيلها والبدء بأعمالها ومهامها.. ولكنها إلى يومنا هذا لم تتمكن من إنجاز مسؤولياتها وفقاً لما هو محدد لها.. كما أنها لم تقم بالكشف عن التعقيدات والمعوقات التي تقف أمام عملها كما هددت في أوقات سابقة، وأعلنت عن ذلك في اجتماعاتها وبلاغاتها المتكررة.. اللجنة العسكرية مازالت إلى اليوم تدور وتدور بحثاً عن المداخل التي تقودها للوصول إلى أحياء صوفان والحصبة وبعض الأحياء والمناطق الأخرى المستعصية عليها.. وعلى الرغم من تأكيداتها التي أتحفتنا بها في بلاغاتها الصحفية السابقة، والتي تضمنت قيامها بالنزول الميداني إلى صوفان والحصبة وإنهاء وإزالة المظاهر المسلحة فيهما.. إلا أنها عادت لتؤكد تشكيلها لجاناً للنزول إلى صوفان والحصبة وعدد من ضواحي الأمانة لإنهاء وإزالة المظاهر المسلحة والحواجز الاسمنتية والترابية والنقاط التفتيشية المستحدثة وسط الطرقات في تلك الأحياء.. أي أن ما أكدته بالأمس نفته اليوم، وكأنها في السابق لم تصل إلى هذه المناطق التي مازال القلق والخوف يسيطران على أرجائها؛ نظراً لانتشار المليشيات المسلحة.. مضت ستة أشهر واللجنة العسكرية مازالت تؤكد على إنهاء المظاهر المسلحة في صوفان والحصبة وعدد من أحياء أمانة العاصمة وضواحيها، كما تطالب القوى السياسية والاجتماعية التفاعل مع توجيهاتها هدفاً في ترسيخ الأمن والاستقرار واستعادة الأوضاع الطبيعية في أمانة العاصمة!.. بالتأكيد هناك أسباب حقيقية تقف وراء عدم إنجاز اللجنة العسكرية لمهامها ومسؤولياتها، وهناك عوائق تصطدم بها وتدفعها لتكرار مطالبتها القوى السياسية والاجتماعية للمسارعة في إخلاء المجاميع المسلحة وإزالة كافة مظاهرها. ولكنها للأسف الشديد لم تكشف عن هذه الأسباب، ولم تطلع الرأي العام المحلي والخارجي عمن يعيق توجيهاتها أكانت أحزاباً سياسية أو شخصيات اجتماعية.. ولو قامت بهذا الفعل لرفعت عن نفسها الحرج ولما أسقطت عليها صفات العجز والفشل والتراخي واللامبالاة التي نسمعها اليوم من قبل المواطنين.. يتعين على اللجنة العسكرية التي لم تنته حتى الآن من إنجاز مهامها ومسؤولياتها المحددة في المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، يتعين عليها أن تكون أكثر وضوحاً، وتخرج عن صمتها، وتضع النقاط على الحروف؛ وذلك من خلال الكشف عن ماهية هذه الأحزاب وتلك الشخصيات التي تعيق توجهاتها والتزاماتها، ومازالت تطالبها بالتعاون بإخلاء مجاميعها المسلحة من أمانة العاصمة.. من هي هذه الجهات وتلك الشخصيات؟ وما المبررات التي تدفعها إلى رفض توجيهات اللجنة العسكرية ورفضها إخلاء مجاميعها المسلحة من الأمانة وضواحيها؟ وما الإجراءات التي يتعين على اللجنة اتخاذها مع هذا الصلف وهذا الرفض المتواصل لتوجيهاتها..؟ تلك بعض من التساؤلات التي ينتظر أبناء الشعب من اللجنة العسكرية الإجابة عليها.. ويتعين على رئيس الجمهورية بصفته المسؤول الأول عن تنفيذ المبادرة الخليجية التوجيه باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإلزام تلك القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية بإخلاء مجاميعها المسلحة بشتى السبل المتاحة حتى لو لزم استخدام القوة.. صحيفة الجمهورية