أقرّت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية السلمية تعليق الاعتصامات في ساحات وميادين التغيير بالعاصمة صنعاء والمدن الأخرى، والإبقاء على خيار الرقابة الثورية على مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حالياً. وقال حبيب العريقي، عضو اللجنة التنظيمية: "إن القرار يشمل رفع خيام المعتصمين من ساحة التغيير في صنعاء ابتداءً من مساء الخميس، إلا لمن أراد البقاء؛ فإن اللجنة غير قادرة على إلزامه بإخلاء الساحة" على حد تعبيره. وأوضح العريقي أن القرار يشمل أيضاً تعليق إقامة الجُمع الأسبوعية التي كانت اللجنة تنظمها في الساحات والميادين العامة، لكنه قال إن خيار العودة إلى الفعاليات الميدانية سواء المسيرات أم الجُمع الأسبوعية يظل قائماً إذا دعت الحاجة. وأشار عضو تنظيمية الثورة إلى أن خيارهم الحالي هو الرقابة الثورية على سير أعمال مؤتمر الحوار لضمان خروج نتائج تتوافق وأهداف الثورة وتطلُّعات الشعب في التغيير. إلى ذلك أعلنت الناشطة توكل كرمان والمحامي خالد الآنسي عن سحب خيامهما من الساحة وبدء مرحلة جديدة. وقالت كرمان: رفعنا الخيام لأن الوطن كله أصبح ساحة للتغيير وميداناً للحرية، امتناني العظيم لسكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير، ألف شكر لكم أيها الأحبة، لقد تحملتم كثيراً من العناء، وشاركتمونا ذات الكفاح والنضال العظيم، لكم الشكر ولكم المجد، ولو كانت الثورة مجرد خيمة لكان القذافي أول وأكبر ثائر!. من جانبه قال خالد الآنسي: عبّرت عن قناعتي من فترة ليست قصيرة أن ساحة التغيير لم تعد ساحة للفعل الثوري، وأنها قد تحوّلت في الغالب إلى واجهة صراع سياسي بين الحوثي والإصلاح، وكنت قد دعوت إلى رفعها، وأن تقوم القوى السياسية التي كانت طرفاً في التسوية السياسية أو التي لحقت بركبها برفع خيامها، وأن تترك للشباب المستقل حق تقرير البقاء فيها من عدم ذلك. وأضاف: أرى في قرار المشترك ممثلاً في اللجنة التنظيمية رفع خيامهم قراراً صائباً، وأتمنى أن تحذو حركة الحوثي خطوة مماثلة، كما أتمنّى على من بقي في الساحة من الشباب المستقل مراجعة قرارهم في البقاء بساحة تجرّدت من فعلها الثوري وأصبحت خاوية من روح الثورة وفعلها. وبذلك تطوي ساحة التغيير أوراقها بعد أن تم نصب أول خيمة في 20 فبراير 2011م، أدّى خلالها المعتصمون «115 جمعة» في الساحة وشارع الستين.