الناظر للواقع الرياضي اليمني المليء بالمنغصات، يجد أن التغيير مازال بعيداً عن هذا القطاع الحيوي، المرتبط مباشرة بالشباب.. وربما تتشكل لديه قناعة محملة بثورة شك في وصول رياح التغيير الحقيقي إليه. ليس ذلك من قبيل التشاؤم، لكنها قراءة لمعطى واقعي أمام أعيننا، وما الطريقة التي أجريت بها العملية الانتخابية للاتحادات والأندية وما آلت إليها من نتائج جاءت وفق إعداد مسبق تم الاتفاق عليه بين الشخوص التي أشرفت على العملية برمتها، وان حدث تغيير في بعض الاتحادات لكنه بالمقابل لا يمثل تطلعات الشباب والرياضيين تماشياً مع المرحلة الثورية التي تحوّلت إلى تسوية سياسية كثمن بخس لتضحيات اجترحها الشباب في مختلف الساحات، بحثاً عن وطن حلموا به كثيراً، ومازال ك”حلم” لا أثر له على الواقع. “نظيمة عبدالسلام” مثالاً على أن التغيير مجرد “علكة” تلوكها الأفواه، وان إعادة إنتاجها على قمة الاتحاد العام لرياضة المرأة في ظل غياب المنافس الفعلي حكاية فيها “إنّ” “نظمية” مثّلت ما قبل “الثورة” ذراعاً لأسرة صالح في ميدان الرياضة، وحظيت باهتمامهم ودعمهم، ووفروا لها الدعم اللازم والغطاء الشرعي الذي تستطيع الحركة من خلاله، وفتحوا لها “خزنة” شركة التبغ والكبريت الوطنية، وأسسوا لها نادي كمران الذي خصصته للموالين لها من اللاعبين واللاعبات دون غيرهم، واستمراراً لهذا الدعم، وفي خضم زخم الثورة واستجابة لقرارات “اللحظة الأخيرة”، أصدر “عارف الزوكا” وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال قراراً وزارياً رقم (47) لسنة 2011م قضى بتكليفها للقيام بأعمال المدير العام التنفيذي لصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة خلفاً للمدير السابق علي طه. قرار الزوكا، مخالف لمهام حكومة معنية بتصريف الأعمال اليومية، على اعتبار انه ليس من بين مهامها “التعيين، أو التكليف”. وبما أن وزير الشباب والرياضة في حكومة الوفاق الوطني، هو الآخر جزء من تركيبة النظام السابق وحظي ب”دلال” أسرة صالح، وغير مستحق فعلياً لتبوؤ منصب كهذا في ظل وجود كفاءات رياضية حقيقية خبرتها التجربة، فهو داعم لنظمية في استمرارها في منصبها، على اعتبار أنهما خريجيان لذات المطبخ. نظمية يا”صديقي”.. نجحت في استقطاب عدد من الإعلاميين ليسبحوا بحمدها، بل وصل الأمر إلى وضعها “خط أحمر” يستحيل تناول سلبياتها في بعض الصحف والملاحق، مع ان شكاوى اللاعبات تكاد تُسمع الصخر الأصم، لكن حالة الخوف و”إرهاب” نظمية لهنّ، وغياب النقل الصادق لمعاناتهن، والجهة التي تحميهنّ من بطشها جعلهنّ يأثرن الصمت، أليست هي نائب رئيس اللجنة الأولمبية اليمنية، والمدير العام التنفيذي لصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، ورئيس الاتحاد العام لرياضة المرأة، ومديرة النشاط الرياضي بنادي كمران، ومشرفة بطولة كمران الشطرنجية للجامعات اليمنية، عدا ذلك فهي لاعبة شطرنج، تستشعر الخطر وتحضر في اللحظات الأخيرة لإنقاذ سمعة اليمن، حتى لو كان ذلك على حساب مشاركة لاعبة أخرى كما حدث في منافسات الشطرنج العالمي بتركيا مؤخراً، لتسجل هزيمة أخرى في سجلها المتخم. “نظمية” يا صديقي مثالاً للبذخ والنفوذ، ودليلاً على أن “التغيير” مازال في إجازة حتى “ثورة” أخرى!.