سطّر السويسري ستانيسلاس فافرينكا بفضل عزيمته وإصراره اسمه بحروف ذهبية في تاريخ التنس السويسري. محمدعماد خورشيد ستانيسلاس فافرينكا نجم جديد سطع بريقه في سماء التنس السويسري إلى جانب نجم آخر خفت بريق إضاءته في الآونة الأخيرة دون أن يأفل هو روجيه فيدرر. ضرب "ستان" بعد فوزه بلقب بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب، أولى البطولات الأربع الكبرى "غراند سلام"، عدة عصافير بحجر واحد، فقد تجاوز فيدرر في التصنيف العالمي، وبات ثالثاً، وأصبح ثاني سويسري يخوض نهائي "غراند سلام"، وصار أول لاعب منذ أكثر من 20 سنة يتمكن من إقصاء المصنف الأول والثاني في أستراليا المفتوحة في وقت واحد، فهزم الصربي نوفاك دجوكوفيتش في ربع النهائي 2-6 و6-4 و6-2 و3-6 و9-7، والإسباني رافايل نادال في النهائي 6-3 و6-2 و3-6 و6-3، ليتمكن بذلك "ستان" من فرض كلمته الأخيرة على الجميع كاسم ورقم صعب يجب أخذه بعين الاعتبار وعدم الاستهانة به في الأيام المقبلة. ومما لا شك فيه أن فافرينكا شأنه شأن أي شخص في العالم لديه طموحاته وأحلامه في التألق والنجاح، لكن فافرينكا تمكن من ترجمة هذه الأحلام على أرض الواقع منذ قرر وهو بسن ال 15 أن يبتعد عن الدراسة والالتزام بالدوام ليصب جل تركيزه على تطوير موهبته وشغفه برياضة كرة المضرب، لكن ذلك لم يمنعه من وجود طريقة أخرى لمواصلة تعليمه عن بعد مع منظمة فرنسية قدمت له الكثير من المرونة والتسهيلات. شق فافرينكا بداياته كلاعب صغير دخل في بطولات الناشئين بعمر ال 14 سنة، ونجح في الفوز بعدد من البطولات كان أبرزها لقب بطولة فرنسا المفتوحة للناشئين، وبلغ حينها التصنيف السابع في سلم ترتيب الناشئين بعمر 17 سنة. في 2002 انتقل فافرينكا إلى عالم الاحتراف ليصبح بحلول عام 2005 ضمن المصنفين الخمسين الأوائل، وانضم إلى منتخب سويسرا ليشارك معه في كأس ديفيس، واستمر "ستان" في السعي قدماً لتحسين مكانته ضمن الترتيب العالمي ليكون في تشرين الأول/أكتوبر 2006 المصنف 29 كأفضل تصنيف له منذ دخوله عالم الاحتراف. وفي 2008 كانت بطولة روما للماسترز (1000 نقطة) بوابة "ستان" التي دخل منها إلى "التوب 10″ على مدى 18 أسبوعاً فشق طريقه فيها نحو النهائي، الذي خسره أمام الصربي نوفاك دجوكوفيتش 6-4 و3-6 و3-6. ولأن فافرينكا لديه طموحات ذهبية لم يقبل إلا أن يهدي بلاده ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين 2008 مع شريكه روجيه فيدرر في تحديات الزوجي، ففازا في نصف النهائي على الأميركيين بوب ومايك براين في نصف النهائي، وعلى السويديان سيمون أسبلين وتوماس جوهانسون في النهائي. ويعتبر "ستان" واحداً من أفضل لاعبي الضربات الخلفية "باك هاند" بيد واحدة، وقدرته العالية على اللعب من الخط الخلفي، وتميزه على الملاعب الصلبة والرملية، لا سيما سرعة إرساله التي وصلت إلى (144 ميلاً في الساعة)، ولكن يعاب على فافرينكا ضعف تركيزه أحياناً في المباريات، فكان كثيراً ما يتعثر في النقاط الحاسمة ويضعف تحكمه الميداني. ولفت خبراء إلى أن أداءه في أستراليا كان مرتفعاً جداً خاصةً في المجموعة الأولى، وكان طوني نادال (عم رافايل ومدربه) علق على ذلك بالقول: "كانت ضمانتنا الوحيدة لنيل اللقب هي أن يصاب ستانيسلاس". فيدرينكا "ستان" الذي خلق المفاجآت وكسرالقوالب في عالم الكرة الصفراء، واخترق احتكار "الأربعة الكبار" (فيدرر، ونادال ودجوكوفيتش، وموراي) يعلم علم اليقين أنه لن يتمكن من التمرد على بيت طاعة مواطنه "المايسترو" روجيه فيدرر لتفاوت الإنجازات والأرقام بينهما عدا عن فارق الشهرة والانتشار، فجزم ذلك بقوله إن فيدرر "صديقي" هو "الرقم واحد أبداً" و"أعظم لاعب في العالم". ويضيف: "أعرف أنه يؤازرني دائماً، وأنا ممتن له. يحاولون أن يقارنوا بيننا لكن شتان بين…". ويأمل ستانيسلاس بأن يكون افتتاح موسمه بلقب كبير مثل "ملبورن" دافعاً له ليحافظ على مستواه البدني والذهني في البطولات المستقبلية ولا سيما "الغراند سلام"، فشارك منتخب بلاده في التأهل إلى ربع نهائي كأس ديفيس بعد فوزهم على صربيا 3-2، وأكد "ستان" على ذلك بقوله: "حياتي ومسيرتي ستختلفان من دون شك بعد لقب ملبورن، لكن سلوكي لن يختلف".