أصدر قسم الترصد الوبائي وفريق الاستجابة في مكتب الصحة والسكان بمديرية الحد يافع تقريراً تفصيلياً عن مرض الكوليرا المنتشر في مديرية الحد. وبحسب التقرير والبلاغات من الأهالي، فقد جاء تقرير النزول للتقصي عن انتشار حالات إسهالات مائية حادة (كوليرا) ووفاة عدة حالات في منطقة الصومعة.
وقال التقرير: «لقد قام فريق الاستجابة بمديرية الحد يافع، بعد تكليف مدير مكتب الصحة، بالنزول لتقصي عن البلاغ الذي أفاد بتوفي 5 حالات بسبب الإسهالات المائية الحادة حيث توجه الفريق، أمس الأول الإثنين، لجمع البيانات عن الحالات المتوفية، ولضيق الوقت في الفترة المسائية قام الفريق بالنزول للبحث والتقصي الدقيق عن الحالات وعلاج الحالات المصابة بالإسهالات الحادة».
وأضاف «ولعدم تعاون الأهالي مع الفريق لم يستطع الفريق إلا جمع عينة واحدة فقط تم فحصها بالفحص السريع وكانت النتيجة سلبية». وتابع «قام الفريق بجمع البيانات عن الحالات المتوفية من الأهالي وهم (صفاء محمد حسين، العمر سنتين ونص تاريخ الوفاة 11/1/2019م، ومروى محمد حسين، العمر سنتين ونص تاريخ الوفاة 11/1/2019م، وصالح حسين عبد اللاه، العمر 40 سنة تاريخ الوفاة 11/1/2019م، وعبدالله سالم صالح، العمر 60 سنة تاريخ الوفاة 3/1/2019م، ومحمد سالم محمد، العمر 70 سنة تاريخ الوفاة 28/12/2018م)».
واستطرد التقرير «كان عدد الحالات التي تم معالجتها في نزول اليوم الأول حوالي 25 حالة». وأشار التقرير إلى أن «مدير مكتب الصحة ومنسق الترصد الوبائي، رئيس فريق الاستجابة، قام بتكليف الفريق بالنزول مرة أخرى للكشف عن باقي الحالات التي لم تظهر ومعالجتها سريعاً، حيث قام الفريق بالنزول المعزز بالكادر الطبي والعلاجات المطلوبة من السوائل الوريدية ومحلول الإرواء والمضادات الحيوية منها (الفموية، الوريدية) وكل ما يلزم، بالإضافة إلى إنزال مادة الكلور وتم كلورة بعض الخزانات المنزلية».
وتابع «وبعد التقصي والبحث الدقيق عن الحالات المتوفية والجلوس مع المقربين الذين تعاملوا مباشرة مع الحالات، ووجدنا أن الحالات كانت تعاني من إسهال مائي شديد وطرش مرات كثيرة وكانت رائحته كريهة جدا».
وقال التقرير: «إن تلك النتائج أكدت لنا أن الحالات توفت بسبب الإسهالات المائية الحادة، وأثناء تواجدنا في منزل الحالات الثلاث المتوفية أحضروا لنا ثلاث حالات من نفس المنزل، وقمنا بمعاينتها وعمل الفحص السريع الخاص بالكوليرا، وكانت النتيجة إيجابية، مما أكد لنا أن الحالات المتوفية توفت ناتجة عن مرض الكوليرا، وحالة أخرى من المنزل المجاور تم فحصها بالفحص السريع، وكانت أيضاً إيجابية مما زاد التأكيد بأن حالات الإسهالات المنتشرة في الصومعة هي حالات كوليرا مؤكدة بالفحص السريع وأخذ 3 عينات للفحص الزراعي لنقلها إلى المحافظة لتأكيدها بالفحص الزراعي من قِبل المختبر المركزي».
وأضاف «تم أخذ بعض الصور لعينات البراز، التي كانت شبيهة بماء الأرز، وصور لنتائج الفحوصات السريعة، كما قام الفريق بمعالجة أكثر من 19 حالة مصابة، لا نقول بالإسهالات المائية الحادة، وإنما أقول الحالات المصابة بالكوليرا، وكانت إحصائية الحالات هي (خمس 5 حالات وفاة تم رصدها من أحد المواطنين من منطقة قريضة، ويدعى صالح محمد أبو عبده، وتم معاينة 44 حالة ومعالجتها، وتم فحص 4 حالات بالفحص السريع وكانت النتيجة إيجابية مما أكدت انتشار مرض الكوليرا، وتم أخذ 3 عينات للفحص الزراعي لنقلها إلى المختبر المركزي)».
وأردف التقرير «وجد الفريق أن المحيط البيئي للمنطقة ملوث جداً، ووجد المخلفات الحيوانية ومخلفات الإنسان، التبرز، في العراء والمجاري ظاهرة فوق سطح الأرض المنتشرة في أوساط المنازل والحارات، التي تلوث المنطقة بالمجاري، التي يشمئز منها المارة من منظرها ورائحتها النتنة».
وناشد التقرير مكتب الصحة بالمحافظة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى بالتدخل السريع للحد من انتشار مرض الكوليرا، بالإضافة إلى مناشدة السلطة المحلية بالتدخل لحل القضايا العالقة في المنطقة، والتي تخص المجاري والصرف الصحي، والتي هي العائق لعمل (بيارات) وتمرير (المواسير) الخاصة بالمجاري إلى خارج المنطقة.
واُختتم التقرير «يؤكد مكتب الصحة بالمديرية، ممثل بالأخ صلاح محمد ناصر بن حسن، اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذا الكارثة الوبائية بقدر المستطاع للحد من انتشار الكوليرا في المديرية وحصره في منطقة الصومعة، ونشكر مدير المديرية أحمد علي محمد على تواصله بفريق الاستجابة ومكتب الصحة بشكل مستمر منذ بدأ انتشار الكوليرا».
