المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم القادمة ليست وحدها من تخوض مباريات إعدادية لهذا الحدث الذي ينتظره عشاق الكرة بفارغ الصبر، فالمنتخب اليمني ينضم للقائمة ويخوض أيضا عددا من المباريات الودية من باب منافسة الكبار عالميا .. مع العلم بأن الأحمر لم يخض هذه المباريات في مرحلة التصفيات الآسيوية التي خرج منها صفر اليدين والنقاط . لا تستغربوا فهذه -المباريات الودية– هي "خلطة " رئيس الاتحاد اليمني أحمد العيسي التي يريد بها علاج الكرة اليمنية ورفع تصنيفها الذي هوى بشكل كبير في الفترة الأخيرة .. و كنا نعتقد بأن مرحلة الخسارة بعدد كبير من الأهداف قد انتهت إلى أن قال " شيخ المشتقات النفطية " للزمان : ارجع يا زمان .. وها نحن نعود من البداية . خلطة سحرية يريد من ورائها (العيسي) الانتقال إلى الهجوم بدلا من الدفاع لأن الرجل صار يفقه في خطط كرة القدم وبدأ بتطبيقها للرد على الهجوم الذي طاله بسبب مركز اليمن في التصنيف والذي جاورت فيه جُزرا لا أعتقد أنه ومن تبقى من طاقمه قد سمعوا بها أو يعلمون أين تقع جغرافياً !! اللجوء للمباريات الودية خطوة أعادت إلى الأذهان مرحلة ما قبل خليجي 20 عندما واجه المنتخب اليمني منتخبات إفريقية وتغلب عليها … حتى اعتقدنا أن الأحمر سيلقن ضيوف عدن وأبين درساً في كرة القدم الحديثة، والمفاجأة بأنه هو من تلقى دروساً من المنتخبات الخليجية لتسري شائعات بأن بعض المباريات الودية كانت مع فرق تم تجميعها خصيصا لرحلة اليمن . قد يفوز الأحمر في مبارياته الودية وقد تتقدم اليمن في تصنيف "فيفا" وستكون هذه هدية "الشيخ" للجمعية العمومية التي منحته الثقة المطلقة وحققت رغبته بعدم الدفع بأي مرشح أمامه ولو من باب اكتمال الشكل الديكوري ل "ديموخراطية" كرة القدم اليمنية، لأن الشيخ يرى في وجود مرشح آخر أمامه نكرانا للجميل تجاه من دفع بالكرة اليمنية إلى البعيد في تصنيف الفيفا وجعل الأحمر الكبير يدعم نهج الكرة الهجومية والدليل تسجيل 18 هدفا في مرمى المنتخب اليمني في التصفيات الآسيوية بمعدل ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة . هاهو (العيسي) يستمر كحاكم مطلق في زمن ثورات الربيع العربي، ويستمر في نهجه لقيادة الكرة اليمنية وسيستمر المنتخب اليمني في الفوز وديا على منتخب (واق الواق) أو حتى منتخب (أهالي المريخ) لكن في المباريات الرسمية ستكون النتائج كالمعتاد، وسنسنمع مجددا الاسطوانة المشروخة إياها … نحن نبحث عن الاحتكاك …نريد اكتساب الخبرة .. ولا يهم فهذا ما يريده اتحاد كرة القدم اليمني لصاحبه أحمد العيسي . "الشيخ" بالتزكية أصبح يغرد وحيدا ولا يهم مجلس الإدارة فهو الآمر الناهي صاحب السلطة و(المال) وخلال فترة رئاسته الجديدة قد تقوده رؤيته الثاقبة لاكتشاف أن المشكلة ليست في الكرة اليمنية بل في وجود المنتخبات الأخرى التي لولاها لكنا في المركز الأول. الخلاصة .. أن سنوات الكرة اليمنية العجاف ستستمر وسنظل لأربع سنوات قادمة -على الأقل- نتابع "خلطات العيسي" الإصلاحية على أمل أن يغادر يوما لننتظر حينها أن يصلح الدهر ما أفسده العيسي .