۹،، بحثت كثيرا عن مبررات منطقية تبرر الخلاف القائم بين وزارة الشباب والرياضة ممثلة بوزيرها الشاب معمر مطهر الإرياني وبين الزملاء في رياضة الثورة وعلى رأسهم الزميل العزيز معاذ الخميسي , والذي بلغ – أي الخلاف – إلى مستوى الحملات الإعلامية المتبادلة وربما المواقف العدائية , فلم أجد شيئا يستحق أن نخسر بعضنا من أجله وأن نقف في مواجهة المنتصر فيها خاسر والخاسر الأكبر فيها رياضة الوطن وشبابه المغلوبون على أمرهم , فيما يجب أن يظل الإعلام الرياضي حلقة الوصل القوية للعمل الوطني المتكامل والخلاق بين الوزارة بمختلف قطاعاتها وهيئاتها وفروعها وشخصياتها وبين الاتحادات الرياضية فروعها والأندية ومنتسبيها , وأن يظل الإعلام الرياضي مرآة لواقع الحال يعكس التفاعلات الحقيقية التي تهدف أولا إلى تحقيق مصلحة وطنية وليس مصلحة شخصية وهذا هو الدور المكمل لجهود وزارة الشباب والرياضة والتي كان وما زال الإعلام الرياضي يلعبها دائما مهما حدثت الفجوات في العلاقة والانتكاسة في الأداء. ولي وجهة نظر شخصية بهذا الخصوص بعد أن فضلت الصمت خلال الفترة الماضية لأنني كنت أعتقد أن الصمت أفضل من المشاركة في حملة ضد هذا أو ذاك – وكلاهما عزيز – وأن الصمت في هذه الحالة من الإيمان , غير ان بعض الأمور اتضحت بما جعلني أخرج عن صمتي السابق مؤملا أن تهدأ الأمور وأن يعرف كل من أطراف هذه الحملة أنهم وقعوا ضحية لصراعات سابقة بين أشخاص يقال أنهم ينتمون للإعلام الرياضي وبالتالي باتت مصالحهم الشخصية متعلقة بالارتباط بهذا وتصوير مواقف الآخرين بأنها إساءة لهم واستقصاد شخصي , أضف إلى ذلك ان قضية مطالب موظفي وزارة الشباب والرياضة « المشروعة « التي أثيرت مؤخرا بصورة تؤكد وجود حملة منظمة تستهدف الوزير الإرياني والضرب بينه وبين أبرز الصحفيين الرياضيين في بلادنا وأبرز الصحف الرسمية التي تحمل على عاتقها مهنية إيصال الرسالة الإعلامية الوطنية البناءة مهما اختلفت الآراء وتباينت . - وبصراحة أكثر مع احترامي للجميع فقد وقعنا جميعا في الخطأ القاتل , فالوزير الإرياني وبدون قصد منه كان حريصا على منح بعض الشباب الطموح فرصة للعمل إلى جواره دون ان يدرك أن لبعضهم مآرب أخرى , وأجندته الخاصة التي تضر بأداء الوزير أكثر مما تساعده في تأدية مهامه الجسيمة , والزميل معاذ الخميسي الإعلامي القدير الذي يعتبر حالة من حالات الاستثناء والإجماع في الوسط الرياضي وهو بالنسبة لنا بمثابة شوكة الميزان العادل , وهو يؤدي مهامه بمهنية عالية وقع في خطأ تسويق بعض الأفكار من قبل أشخاص لهم أجندة خاصة ضد الوزير وذلك من باب حرصه على الحديث عن مطالب موظفي الوزارة المشروعة بكل شفافية وبنية صافية دون ان يدرك ما وراء ذلك الاندفاع من نية سيئة يستغلها البعض بهدف تمرير هجومهم على الوزير وتبريره بالصورة التي جعلت الزملاء في رياضة الثورة في حالة دفاع عن النفس . - من حق الزملاء في صحيفة الثورة أو أي وسيلة إعلامية أخرى أن يوجهوا سهام النقد البناء البعيد عن الجوانب الشخصية طالما وان أداء الوزير والوزارة هو الذي سمح لهم بتصويب السهام نحوهم بارتكاب بعض الاخطاء والهفوات التي يمكن تصحيحها , ومن الوزير ان يكون رده على الانتقادات الموجهة لعمله بصورة مهذبة بعيدا عن الاتهامات والتجريح وسوء النية , وليس من حق المتمصلحين حول الطرفين ان يقرعوا طبول الحرب وان يكونوا هم أداة هذه الحرب والدنيا سلام في سلام ولا يوجد ما يستدعي لأن نخوض في أعراض بعضنا أو نجند الجند وان نحشد الحشود والأقلام والكتابات وتصيد الأخطاء القديمة والحديثة , ولم أجد بعد ما يدين الوزير في قضايا فساد أو يسيء إلى الزملاء في رياضة الثورة بداعي الابتزاز الذي يصوره البعض للوزير . - بصراحة .. أقول للوزير الشاب والمتفهم معمر الارياني « لقد أخطأت « عندما لم تقبل النقد , وأخطأت عندما سمحت وتساهلت مع ما فعله البعض من حولك بحشد بعض الاقلام السيئة التي تريد ان تصطاد في الماء العكرة وان تصفي حسابات شخصية لأطراف أخرى هي تحركها على حسابك انت للإضرار بك أولا ولتجريح الآخرين ثانيا ولإشعال حرب إعلامية متبادلة تضع الوزارة في صورة قريبة من الفشل من تأدية مهامها في إطار حكومة الوفاق الوطني , وأحسنت يا معالي الوزير عندما بادرت بالتجاوب مع مطالب الموظفين وتدارسها وتفهمها جيدا , فما يمكن أن تقدمه كوزير لهذه الفئة يجب أن تقوم به بكل شفافية وعلى الملأ , وما ليس بيدك تقديمه يجب على الآخرين ان يتفهموه وأن يتركوا المزايدات والمغالطات واستغلال مطالب الموظفين لتبرير حملاتهم . - تعجبني دائما افكار الزميل العزيز فؤاد قاسم التي تأتي من منطلق إتاحة الفرصة للجميع بدون استثناء في تقديم ما لديهم لخدمة الرياضة اليمنية , وأدرك جيدا ان الزميل فؤاد قاسم الذي تم اختياره من قبل الوزير كمستشار إعلامي يتحلى بالحكمة والشجاعة التي تجعله يبدأ بإيقاف الآخرين من المحيطين بمكتب إعلام الوزير عند حدهم وكفاهم اصطيادا في المياه العكرة فقد عكروا صفو حياتنا بنغماتهم النشاز وقدرتهم العجيبة على التلون بكل لون والمسارعة إلى توجيه التهم وكيلها للآخرين حتى يظلوا هم الوحيدين المخلصين للوزير والذين يظهرون أمامه بصورة الناصح الأمين الصادق فيما يوحون له بأن الآخرين هم الأعداء . - شخصيا ارتبطت بعلاقة عمل مهنية بالوزير الإرياني منذ خطوته الأولى في اتحاد شباب اليمن وعشت معه ومع المحيطين به من أعضاء الاتحاد وغيرهم لحظات كثيرة من الشجن والعاطفة والتفاعل والعمل والسهر والمتابعة والانفعالات , وبحكم عملي وتكليفي من وكالة سبأ تابعته خطوة بخطوة وهو يترقى في سلم المسئوليات الكثيرة التي أنيطت به والتي أثبت مقدرة وكفاءة رغم صغر سنه ورغم اعتراض كثيرين عليه , منهم البعض المحيطين به حاليا , وهو يعلم أنني كنت قد التقيت به صدفة في مدينة ذمار قبل إعلان تشكيلة حكومة الوفاق الوطني وهو ما زال نائبا للوزير وتحدثت إليه من باب النصيحة طالبا منه أن يبتعد عن أي ترشيح للوزارة كون هذه الفترة مليئة بالإرهاصات والتعقيدات والخلافات وهي أشبه بالفترة الانتقالية التي عاشتها البلاد بعد الوحدة والتي تحولت إلى فترة انتقامية انتهت بحرب صيف 94م , وقد يجد الإرياني نفسه في مواجهات مفتوحة على كل الاحتمالات التي قد تؤدي في النهاية إلى إحراق « كرته « كشخصية عامة , وساعتها أكد لي بكل ثقة انه لا يريد ذلك ولا يفكر به ولا يسعى إليه , ولكني بعدها بأيام قليلة فوجئت بالوزارة هي التي تسعى إليه فتحملها بكل شجاعة مدركا كل ما يحيط به من مخاطر. - وبقدر شجاعته في تحمل المسئولية فما زلت عند ثقتي به بأنه سيكون عند مستوى المسئولية في الفترة القادمة وأن يكون أكثر تحملا لما يوجه إليه من نقد من أي اتجاه كان , وأن يدرك أن شخص وزير الشباب والرياضة في بلادنا وشخص رئيس اتحاد كرة القدم هما الأكثر عرضة للنقد والتجريح والإساءة بمناسبة وبغير مناسبة , وان أضواء الإعلام الرياضي موجه إليهما بصورة يفتقدها حتى رئيس الوزراء في البلاد , ويجب أن يستفيد من تجربة الشيخ احمد صالح العيسي الذي يتحمل كل تلك الاساءات والاتهامات التي لم يقدم أصحابها عليها الدليل حتى الآن أي دليل مادي لتظل مجرد كتابات واتهامات تفتقد للمهنية والمصداقية وتهدف إلى الاساءة والتجريح ليس إلا باستثناء بعض الانتقادات التي لا تمس شخص العيسي وإنما تنتقد أداء الاتحاد وتسعى إلى تصويب هذا الأداء وهي الرسالة النقدية التي قامت بها رياضة الثورة . - ولكن يكفي ان الوزير سارع يوم الأربعاء الماضي للمشاركة في تكريم ابرز نجوم الرياضة اليمنية علي خصروف الذي حقق لليمن أول تأهل لدورة ألعاب أولمبية بجدارة بعيدا عن البطاقات البيضاء التي تمنح للدول التي ليس لها رياضيون مؤهلون للمشاركة , حتى وإن كان المبلغ الذي قدمته الوزارة في يوم تكريم البطل الأولمبي خصروف أقل من قدر إنجاز هذا البطل العظيم فإن النقد الموجه للوزير على تعاطيه السابق مع هذا الإنجاز وعبر رياضة الثورة جعله يستشعر الخطأ فبادر إلى تصحيحه بتكريم أفضل على الرغم من التكريم والتوجيه السابق , وهذا يعني أن النقد الموجه إليه عبر رياضة الثورة كان على حق , حتى وإن اعتبره الوزير في البداية إساءة له لكنه أدرك لاحقا ان الاساءة الفعلية هي ما يصوره له البعض من حوله عن النقد الموجه إلى أداء وزارته . - أرجو من الجميع – شاكرا – ان يأخذوا العظة والعبرة مما سلف لنكون عند مستوى المسئولية ويكفي مهاترات يا زملاء وكفى استغلالا لهذا الموقف من قبل البعض – أبواق الفتنة – الذين وجدوها فرصة للهجوم على زميلنا معاذ الخميسي الذي أرجو أن يراجع حساباته جيدا وان يدرك أن من نقل إليه لا بد وأن ينقل عنه , وأن من يدعي أنه « ماسك ذلة « على الوزير أو غيره إنما هو مجرد شخص عابث وكاذب رائحته نتنة تفوح منه أينما توجه وهو يسعى فقط إلى تسخير ما كلف به لمصلحته , مع علمي بمكارم أخلاق الرجلين وصفاتهما الفاضلة التي لا بد وان تدفع أحدهما لأن يبادر إلى المصالحة ووقف أبواق الفتنة عند حدها مع القبول برأي الآخر والقبول بالنقد ومواصلة نهج المهنية الرائع من قبل رياضة الثورة وعدم فتح المجال أمام المتمصلحين , وكلا الرجلين له تاريخ يشفع له بالمودة والتسامح الذي ندعو له في كل مناسبة . - ويجب هنا التأكيد أن للوزير الارياني كل الحق في التغيير والتبديل في طاقم عمله الاعلامي والإداري وفقا للكفاءات والشخصيات التي يرتاح للعمل معها ولا يمكن أن يفرض عليه أحد ان يكون الزميل عبد الكريم الرازي هو السكرتير الإعلامي فهذه ليست قاعدة , لكن على الوزير إن أراد الاستغناء عن خدمات الزميل الرازي أن يكافئ السكرتير السابق بترقية وظيفية أعلى أو أن ينقله إلى عمل آخر بنفس المستوى أو بمستوى أعلى مع تقديم الشكر له على مجهوده في الفترة السابقة ثم يعين السكرتير الإعلامي الذي يناسب مرحلته , فهذا من حقه .