في مثل هذا الوقت عام 1256 استولى هولاكو خان قائد المغول على قلعة الحشاشين في ألموت ودمرها. فما هي حكاية هذه الطائفة التي أثارت الذعر؟ تقول دائرة المعارف البريطانية إن حاخاما يهوديا من إسبانيا هو بنيامين من توليدا زار سوريا عام 1167 وتحدث عن هذه الطائفة التي أثارت الذعر في الغرب، قائلا عنهم إنهم يختفون في قلاع جبلية ويطيعون قائدا غامضا يعرف بلقب شيخ الجبل.
وعلى مدار قرنين بعد ذلك ردد رحالة وصليبيون قصصا مرعبة عنهم تتحدث عن كونهم قتلة مدربين منذ طفولتهم على القتل والخداع. وتحدثت تلك القصص عن أن تصميمهم الكبير وعزيمتهم سببها عقاقير تغسل أدمغتهم (الحشيش) حيث يتم تجنيدهم خلال تناول تلك العقاقير بإقناعهم أنهم يدخلون الجنة حيث الطعام الطيب والنساء الحسان. ومن كلمة حشاشين اشتقت كلمة assassin في اللغات الأوروبية، وهو القاتل المدرب على الاغتيالات. وتقول دائرة المعارف البريطانية إن هذه الطائفة منشقة عن النزارية الإسماعيلية، المنشقة هي الأخرى عن الطائفة الإسماعيلية الشيعية، والتي سيطرت على سلسلة من القلاع الجبلية في سورياوإيران منذ القرن ال 11 وحتى الغزو المغولي في القرن ال 13. وكانوا قد استولوا بزعامة حسن الصباح على أولى قلاعهم "ألموت" في شمال إيران من السلاجقة سنة عام 1090. ومن مقر قيادتهم في ألموت استولوا على قلاع أخرى ومناطق أخرى وانفصلوا عن الدولة النزارية. وأشارت دائرة المعارف البريطانية إلى عدد من ضحاياهم مثل نظام الملك الذي اغتالوه عام 1092، والفارس الصليبي كونراد من مونفيراتو الذي اغتالوه قبل أيام من تتويجه ملكا على القدس عام 1192. وذكرت دائرة المعارف البريطانية أن شيخ الجبل هو راشد الدين سينان الذي قادهم لمدة 30 عاما. وأكدت دائرة المعارف البريطانية أن أغلب القصص التي وردت أوروبا عنهم لم تكن دقيقة فمصدرها اثنان من ألد أعدائهم وهما المسلمون السنة والصليبيون، كما أن المصادر الإسماعيلية لم تؤيد قصة العقار "الحشيش" هذه. كما أشارت بريتانيكا إلى أن الاغتيال السياسي في الشرق الأوسط لم يقتصر حينئذ عليهم فقط فقد مارسه الصليبيون والسنة أيضا.