* يضحكني هذه الأيام اتحاد كرة القدم المغترب في بلاد الخارج، عندما يلوح بقميض منتخب الناشئين مستدرا القلوب الرقيقة و الأفئدة اللينة، و بحثا عن حسنة هنا أو هناك. * يضحكني هذا الاتحاد الذي انفصل عن واقع معاناة الأندية و الفروع و أصبح يعاني في بلاد الغربة من انفصام في الشخصية، و مع ذلك يستهبل في حملاته و دعاياته ذات الإطار الكوميدي. * استلقي على ظهري من شدة الضحك، لإدراكي بأن هذا الاتحاد المهاجر يسوق العبط على الشيطنة، يرقص لوحده على واحدة ونص في الظلمي و لا أحد يكترث برقصته العرجاء الأشبه برقصة الديك المذبوح. * و ما أقسى أن يرقص الاتحاد على كورنيش الدوحة و على ضفاف النيل وحيدا منبوذا شريدا مشردا، فلا يجد يمني واحد يقول له من باب شد الحيل : (ياسين على الطارف). * أما آخر حكايات هذا الاتحاد (الهايص) في دوحة (مارينا حميد شيباني) و (اللايص) في قاهرة (عندليب الدقي)، أنه يستبق ما قد يحدث لمنتخب الناشئين في نهائيات كأس اسيا بتايلند بفاصل من بكاء النائحة المستأجرة، فبدأت مواويل (خط الرجعة) و موشحات (الواد سيد الشغال) تأخذ طابع التمهيد الخبيث، بطريقة يتذاكى فيها الاتحاد بنهج (سبقني و بكى، سبقني و اشتكى) بالنواح على سور الأزبكية، و بذرف دموع التماسيح مبكرا عبر تقنية (سوق واقف). * يلعب هذا الاتحاد لعبة (الاستغباء) بجس نبض الجماهير اليمنية، إذا جاء المراد من رب العباد و تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، فهذا الإنجاز العظيم صنع في (فيلا) حبة البركة الشيخ أحمد العيسي الذي صرف على فلذات الأكباد من بورصة أمواله. و إذا اندحر المنتخب اندحارا سامجا وغادر البطولة و قفاه يقمر عيشا، فالعيب ليس في جيب الشيخ، و لا في تفانيه و اهتمامه بالمغتربين، لكن العيب في التجار و رجال الأعمال و البيوت التجارية الذين لم يدفعوا (الجزية) الوطنية لهذا الاتحاد الفاشل خططيا و إداريا. * بحسبة بسيطة كلها جمع و ضرب : يستنزف اتحاد الكرة أموال صندوق النشء و الشباب بعدن دون تصفية العهد، فلا تدري أين تذهب الملايين، و كأنها (بول في نيس). * لاحظوا: أندية عدن و بقية الأندية الجنوبية في المحافظات المحررة تتلاشى دون دعم مالي، و حالها يصعب على الكافر و الزنديق، بينما فلوس الصندوق تهرول إلى القاهرة و الدوحة بالعملة الصعبة، و لا عزاء لأندية عدن سوى الغناء مع الفنان أحمد يوسف الزبيدي: الماء هنا جنبي و أنا ميت ظمأ. * عرفت عن طريق مصدر خاص من وزارة الشرعية بعدن أن صندوق النشء ضخ و سيضخ ما يقارب مائة مليون ريال فقط كمرحلة أولى لدعم و تجهيز منتخب الناشئين، و لو أن لهذا المنتخب إدارة تضع كل ريال في مكانه لكان هذا المبلغ كفيل بحل أهم الإشكاليات. * طيب دعوكم من التعاطي المشبوه بين وزارة نايف البكري و اتحاد الكرة، على أساس أن وراء عدم تصفية العهد المالية (ستر و غطاء)، و في رواية أخرى ستر و غباء، و دعوني أضعكم أمام هذه الحقائق حتى لا يضع الاتحاد العربة قبل الحصان باختلاف عذر أقبح من الذنب: * منتخب الناشئين يعسكر حاليا في الدوحة على حساب الاتحاد القطري لكرة القدم (حمول زمول)، يعني الاتحاد لا يصرف على سكن و لا على تغذية قرشا واحدا. * معروف أن المنتخبات التي تأهلت إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين تلقت أو ستتلقى دعما ماليا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حسب اللوائح، فأين المبلغ؟ و ما مصيره؟ و ما الحاجة لفتح مزاد علني للشحت باسم الوطن و الوطنية فيما الداعمون يعلمون أن المصداقية سقطت في البئر؟ * اتحاد الكرة يتلقى دعما ماليا سنويا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، شأنه شأن كل الاتحادات الأعضاء، فلماذا لا نجد له أثرا على مستوى إعداد المنتخبات، و لا على مستوى إقامة نشاط داخلي محترم يحرر الأندية من الجمود و البطالة. * مقدما سأكون بقلبي و عقلي و حواسي الخمس مع صغارنا في تايلاند، و سأطير من السعادة إذا تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، لكن إذا أخفق المنتخب هناك فلا تحرقوا صغارنا بنيران انفعالكم و مبرراتكم الأفلاطونية، و لا تتحفونا بمزيكة شحة الإمكانيات و بخل رجال الأعمال و البيوت التجارية، و لا تقدموا الكابتن محمد حسن البعداني كبشا لمحرقة تصفية الحسابات، فهناك كباش في الاتحاد تستحق أن تقف من زمان في طابور في ساحة العروض بخور مكسر و يرمون بالبصق فقط. * نقلا عن صحيفة الأيام الورقية و الالكترونية