فشل المنتخب السعودي في ضمان بطاقة التأهل المباشر لكأس العالم 2026، بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته خلف كل من اليابان وأستراليا إثر خسارته في الجولة الأخيرة، على أرضه، أمام المنتخب الأسترالي بنتيجة (2-1)، ليضطر إلى خوض مباراة فاصلة من أجل انتزاع بطاقة العبور إلى المونديال الذي سيُقام في الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا والمكسيك. ويُعد هذا الإخفاق تراجعاً واضحاً في مسار "الأخضر" الذي نجح في التأهل المباشر لآخر نسختين من كأس العالم. ففي تصفيات مونديال روسيا 2018، حلّ في المركز الثاني متأخراً بفارق نقطة عن المنتخب الياباني، قبل أن يتصدر مجموعته في تصفيات مونديال قطر 2022 متفوقاً على المنتخب نفسه، ويضمن حينها حضوره في البطولة التي أُقيمت في الدولة المجاورة. ويأتي هذا التراجع في وقت بات فيه الدوري السعودي واحداً من أبرز الدوريات على الساحة العالمية، ويحظى بمتابعة إعلامية دولية مكثفة، ويُبث على قنوات كبرى حول العالم، إذ يعود هذا الاهتمام الكبير إلى استقطاب عدد من نجوم الصف الأول القادمين من أقوى الأندية الأوروبية، والذين رفعوا من مستوى التنافس والتسويق. ويقود هذه الكوكبة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً) والفرنسي كريم بنزيمة (37 عاماً)، وكلاهما من أساطير نادي ريال مدريد الإسباني سابقاً، كما يبرز الجزائري رياض محرز (34 عاماً) والبرازيلي روبرتو فيرمينو (33 عاماً) والسنغاليان: إدوارد ميندي (33 عاماً) مع الأهلي وساديو ماني (33 عاماً) والفرنسي نغولو كانتي (34 عاماً) مع النصر، والجزائري حسام عوار (26 عاماً) مع الاتحاد. ويضم الهلال بدوره أسماء ثقيلة، مثل السنغالي كاليدو كوليبالي (33 عاماً) والصربي ألكسندر ميتروفيتش (30 عاماً) والمغربي ياسين بونو (34 عاماً). وتنتشر أسماء أخرى لامعة عبر مختلف الأندية، خصوصاً ضمن أندية النخبة في دوري "روشن" للمحترفين. وجاء قرار رفع عدد اللاعبين الأجانب في أندية النخبة ليُسهم في تقليص عدد دقائق مشاركة اللاعبين السعوديين، وهو ما انعكس سلباً على جاهزيتهم الفنية والبدنية، وأدى إلى تراجع مستوياتهم مع المنتخب الوطني. وهذا التراجع بدا واضحاً في الأداء الجماعي، إذ تحوّل المنتخب السعودي، الذي نجح في إلحاق الهزيمة الوحيدة بالمنتخب الأرجنتيني خلال مشوار تتويجه بمونديال قطر 2022، إلى منتخب فشل في حجز بطاقة التأهل المباشر لكأس العالم 2026، رغم رفع عدد المنتخبات المتأهلة مقارنة بالنسخ السابقة. ووُجّهت أصابع الاتهام إلى المدرب السابق للمنتخب السعودي الإيطالي روبرتو مانشيني (60 عاماً) الذي اعتُبر السبب الرئيس في هذا الإخفاق بسبب خياراته الفنية وعدم نجاحه في خلق هوية واضحة للفريق. هذا الوضع دفع الاتحاد السعودي إلى إعادة الفرنسي هيرفي رينارد (56 عاماً)، المدرب الأسبق للأخضر، بعد نهاية تجربته مع المنتخب الفرنسي للسيدات، على أمل أن يستعيد بريقه السابق ويكرر نجاحاته. غير أن مدرب المنتخب المغربي السابق لم يتمكن من تحقيق الهدف المنشود في ظل الوضع الفني المتراجع لغالبية اللاعبين، ما صعّب عليه مهمة استعادة الانسجام والانضباط داخل المجموعة، وأدى إلى استمرار نتائج المنتخب دون الطموحات.