قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان إن الأوضاع المتردية في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي نتاج سعي دولتي الاحتلال لتكريس نهج الفوضى والخراب فالسعودية والإمارات تعملان بكل وسيلة من أجل إطالة أمد وجودهما في نهب ثروات اليمن ومقدراته. وأضاف البروفيسور الترب لقد تجلت اليوم مخططات واطماع قوى الشر في المحافظات الجنوبية والشرقية فلا تنمية ولا خدمات ولا استقرار معيشي وتعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني وصراعات بينية على خلفية مصالح مختلفة. ونوه البروفيسور الترب انه على اليمنيين اليوم ادراك ان الحل لن يأتي من الخارجي وان السلام والحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذا الواقع المزري وذلك بالعودة الى تحكيم العقل واطلاق مبادرة وطنية لحوار شامل يؤسس لمستقبل افضل . وتابع البروفيسور الترب عاش اليمن خلال العشر السنوات الماضية من العدوان والحصار اسواء مراحله واليوم يمكن تجاوز آثاره وتداعياته وترتيب البيت اليمن من الداخل بعيدا عن الوصاية الخارجية وذلك بتحكيم العقل والحكمة اليمانية وتفويت الفرصة على دول العدوان وعملائها فأمريكا اليوم تعبث بالسلام في منطقة الشرق الأوسط، وأصبحت تشكل خطراً وجودياً على المنطقة كلها، فتحشد قطعها البحرية في البحر الأحمر تحت حجج كاذبة، بينما غرضها الحقيقي إيجاد موطئ قدم لها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كونها تعرف جيداً أهميته باعتباره من أهم الممرات البحرية في العالم، فهو يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ويتحكم في جزء كبير من التجارة الدولية خاصة تجارة النفط وهذا يحتم علينا اليقظة والاستفادة من موقعنا الجغرافي في هذه المنطقة. وأشار البروفيسور الترب الى ان اليمن ومثلما وقف بقوة مع مظلومية الشعب الفلسطيني قادر على تجاوز عثراته ومشاكله التي اوجدتها دول العدوان وقد تنفس العالم الصعداء وهو يتابع الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة اليمنية التي ألحقت هزيمة قاسية بأكبر قوة عسكرية في العالم، ليعرف العالم حينها أن العامل الحاسم في أي معركة هو الإنسان وليس السلاح، وها هو المقاتل اليمني يجسد هذه المقولة على أرض الواقع، ليسجل أمام العالم كله في معركة البحر الأحمر والعربي انتصاره الكاسح على أقوى قوة عسكرية في العالم. ونوه البروفيسور الترب انه وعبر عصور خلت وواقع معاش ظل البحر الأحمر مطمعاً للقوى الاستعمارية تسعى للوصول إليه بمختلف السبل والطرق وخلق الذرائع الواهية للتواجد فيه، وبكل قوتها تسعى أمريكا اليوم لفرض وجودها فيه، متناسية أن هناك دولاً مطلة عليه لا تريد أي تواجد أمريكي فيه لأنه يهدد أمنها، ومن هذه الدول الجمهورية اليمنية، التي وقفت الآن تقارع الوجود الأمريكي في البحر الأحمر.