قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الموقف اليمني في نصرة الاخوان في فلسطين بالقول والفعل كان محط اهتمام كافة القوى الدولية التي أصبحت تضع لليمن الف حساب نظرا لقدراتها العسكرية المتطورة واقدام قيادتها الثورية والسياسية على اتخاذ القرارات المصيرية بكل حكمة وجدارة ما يعزز من مكانتها على المستوى الإقليمي . وأضاف البروفيسور الترب ان الواقع اليوم بحاجة الى خارطة طريق للإصلاح الإداري الشامل فواقع الحال يشير إلى أن البلاد قد دخلت معركة أشد ضراوة من المعركة العسكرية نظراً لتغلغل ثقافة الفساد في مختلف مفاصل الدولة ما خلف تشوهاً كبيراً في بنية الجهاز الإداري للدولة، وجعلها تسير في منحى غير الذي رسمت له القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر. وأشار البروفيسور الترب ان الضرورة الوطنية تحتّم القيام بعملية جذرية لتصحيح الاختلالات ومكافحة الفساد في البلاد لتأمين مسار سليم ومدروس لعملية بناء الدولة اليمنية واسعة النطاق في مختلف المجالات تواكب الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة في معركتها الوطنية داخليا وخارجيا والاعتماد على النفس في تحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة في الزراعة والصناعة والحد من فاتورة الاستيراد التي تستنزف خزينة الدولة الملايين من العملة الصعبة. ونوه البروفيسور الترب الى ان الواقع الان يؤكد ان دول العدوان لا ترغب في السلام كونها أداة بيد القوى الاستعمارية الكبرى فعلى مدى تاريخ أمريكا الطويل كدولة استعمارية لم يذكر لنا التاريخ أن الولاياتالمتحدة قد كانت في أي يوم من الأيام دولة تسعى إلى تحقيق السلام في أي صراع، والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وحتى في أوروبا حيث حلفائها المقربين وهذا يحتم علينا السير في انتزاع حقوقنا بالقوة وعدم الانتظار لما يأتي من دول العدوان فهم أصلا لن يتوقفوا عن الأذى لليمن مطلقا وسيعملون بكل الوسائل على اثارة الأوضاع الداخلية وهذا يستدعي عملية استباقية وفرض السلام المشرف لليمن ولشعبه الصابر. وأوضح البروفيسور الترب كانت التغييرات الجذرية وعملية تصحيح الاختلالات مرحّلة بسبب التركيز على مواجهة العدوان الذي كان يهدد البلاد من أقصاها إلى أقصاها، مما استوجب تأجيل عملية التصحيح الهيكلي في الجهاز الإداري للدولة ومعالجة الاختلالات فيه إلى أن جاءت اللحظة المناسبة والمتمثلة في دخول مسار الهدن بوساطة الأشقاء في سلطنة عمان بعد الانتصار الساحق الذي حققته القوات المسلحة في المواجهة العسكرية مع دول العدوان، ما حتم بعد ذلك النظر إلى الواقع المدني الذي عانى كثيراً من اختلالات أفقدت الحكومة توازنها وأعاقت مسارها وأخّرت كثيراً عملية البناء والتنمية بسبب التركيز على اقتصاد الحرب خلال سنوات المواجهة العسكرية. واكد البروفيسور الترب الى ان الحصار الذي تفرضه دول العدوان على اليمن يدخل ضمن جرائم الحرب ضد الإنسانية على الشعب اليمني لما له من آثار مدمرة وترك شعباً بكامله يعاني مضاعفات مريرة وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج وهو الذي يدّعي تمجيده لحقوق الإنسان فالقوة اليوم هي التي ستصنع المستقبل المنشود وضرب مفاصل دول العدوان الاقتصادية ستعيد الحسابات.. وعلى كل حال فأن استخدام القوة على القواعد العسكرية التابعة لدول العدوان في الجزر اليمنية اصبح ضرورة نظرا لما تقوم به أمريكا والكيان الصهيوني ودول العدوان من بناء قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية، وأن مواجهة ذلك حق مشروع تكفله كل القوانين على الأرض ومن حق اليمن أن يستخدم كل ما لديه من قوة لدحر المستعمر وتدمير قواعده وإنهاء تواجده على أراضيه.