في إطار المعركة البحرية الشاملة التي تخوضها قواتنا المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني، وتشديد الحصار البحري عليه في المسطحات المائية الممتدة من المحيط الهندي مرورًا بالبحرين العربي والأحمر وخليج عدن وصولًا إلى مضيق باب المندب، الذي لايزال مغلقًا أمام الملاحة الصهيونية لما يقارب العامين، نجحت عمليات قواتنا المسلحة في حظر الملاحة الصهيونية بشكل كامل، مما أجبر السفن الإسرائيلية وسفنن الشركات البحرية المرتبطة بكيان العدو على وقف رحلاتها إلى الموانئ الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال. ناصر الخذري هذا الإنجاز الكبير الذي حققته القوات المسلحة اليمنية ، والذي أجبر السفن المخالفة على الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، ضاعف كلفة نقل البضائع نحو المناطق المحتلة، وتسبب في ركود اقتصادي غير مسبوق للكيان الصهيوني، خاصة بعد خروج ميناء "أم الرشراش" عن الخدمة وتسريح كافة العاملين فيه. دلالات المرحلة الرابعة من الحصار إعلان القوات المسلحة اليمنية بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على كيان العدو الصهيوني يحمل في طياته العديد من الدلالات والأبعاد المهمة، من أبرزها: - امتلاك القوات المسلحة اليمنية لقدرات دفاعية تمكّنها من توسيع نطاق الحصار البحري على الاحتلال الصهيوني خارج مياه البحر الأحمر ليشمل حصار الموانئ المحتلة على البحر الأبيض المتوسط أو السفن المتجهة إلى رأس الرجاء الصالح ايضا. - القدرة على فرض معادلات جيوسياسية في البحر الأحمر وحصر الكيان الصهيوني في زاوية ضيقة بعد ظل فشل الولاياتالمتحدة في تأمين مرور سفنه. - شمول عمليات التصعيد في هذه المرحلة جميع السفن التي تمد الاحتلال بالبضائع أو الشحنات، بغض النظر عن جنسيتها. - تحمل القوات المسلحة اليمنية المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه المجازر البشعة التي ترتكبها العصابات الصهيونية في قطاع غزة أمام مرأى ومسمع العالم والمنظمات الحقوقية. - ربط وقف العمليات العسكرية بوقف الجرائم بحق المدنيين في غزة، مما أضاف بُعدًا إنسانيًا وأخلاقيًا لمهام الإسناد العسكري. - دعوة كافة الدول إلى الضغط على العدو لوقف مجازره وحصاره يعد إقامة للحجة مالم فإن سفنهم التي تتجه نحو المناطق الفلسطينيةالمحتلة قد تصبح أهدافًا مشروعة. - قد تدشن القوات المسلحة اليمنية المرحلة الرابعة باستخدام جيل جديد من الصواريخ والطائرات المسيرة يصل مداها إلى أكثر من 2500 كيلومتر. - البيان العسكري يحمل "رسائل نارية" قد تترجم في الأيام المقبلة بعمليات مفاجئة لا تخطر على بال العدو. - لا خيار أمام الكيان الصهيوني سوى الانصياع لوقف عدوانه ليكون بمنأى عن ضربات القوات المسلحة اليمنية. - التطور السريع في امتلاك اليمن أسلحة فرط صوتية وطائرات حديثة وصناعة حربية متقدمة جعله رقمًا صعبا على المستويين الإقليمي والدولي . - الحرب البحرية والجوية المفتوحة ضد أمريكا والكيان الصهيوني دفعت دولًا آسيوية إلى إعادة قراءة المشهد ومراجعة حساباتها تجاه الهيمنة الأمريكية. - التهديدات والغارات الأمريكية والإسرائيلية لم تحدّ من قدرات اليمن، بل عززت عملياته في دعم فلسطين عبر تدشين مرحلة جديدة من الحصار. - استفاد اليمن من موقعه الجيوسياسي كورقة قوة تُعزز الأمن القومي العربي وتسهم في ضمان أمن الملاحة البحرية للسفن غير المرتبطة بالاحتلال. تصعيد مدروس تدير القوات المسلحة مراحل التصعيد بشكل متصاعد ومدروس، واضعة في الحسبان جميع التداعيات، ومستعدة للرد على أي حماقة قد يقدم عليها العدو، وهو ما تعكسه التطورات العسكرية البرية والبحرية والجوية. وقد أعلنت القوات المسلحة اليمنية، في بيانها الصادر يوم الأحد الموافق 27 يوليو الجاري، عن بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الإسرائيلي، موضحة أن هذه المرحلة تشمل استهداف كافة السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها، وفي أي موقع تصل إليه قدرات القوات المسلحة اليمنية. كما حذرت القوات كافة الشركات بضرورة التوقف الفوري عن التعامل مع موانئ العدو، ابتداءً من ساعة إصدار البيان، مؤكدة أن سفن هذه الشركات ستتعرض للاستهداف في أي مكان تطاله الصواريخ والمسيرات اليمنية. واختتم البيان بدعوة لجميع الدول إلى الضغط على العدو لوقف عدوانه ورفع الحصار عن قطاع غزة، تفاديًا للتصعيد القادم.