ارتكب العدو الصهيوني الجبان جرائم نكراء ضد الإنسانية والحياة المدنية في حق الوطن والشعب اليمني، حيث شهد الوطن قبل أيام استشهاد رئيس الحكومة وعدد من الوزراء إثر جريمة عدوانية غادرة نفذها العدو الصهيوني على اجتماع الحكومة اليمنية، ارتقوا شهداء في سبيل الله والوطن، في ظل حالة الصمت والخذلان العربي والإسلامي تجاه ما يتعرض له الشعبان اليمنيوالفلسطيني. وكشف العدو الصهيوني طبيعته العدوانية والوحشية والإجرامية والبعيدة عن الإنسانية مرة أخرى بعدوان غاشم جبان على صنعاء العاصمة مساء الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 2025، باستهداف عدد من المناطق والأحياء في محافظة الجوف وفي العاصمة صنعاء، حيث استُهدفت الأعيان المدنية وعدد من الصحفيين العاملين في "صحيفتي 26 سبتمبر – واليمن"، الذين ارتقوا شهداء، والذين خدموا الشعب والقوات المسلحة بأعمالهم وأعمارهم، وقدموا في سبيل الله جهودهم وأرواحهم، رحمهم الله رحمة واسعة. هذه الجريمة البشعة لن تزيد الوطن بقواته المسلحة (بتشكيلاتها المختلفة) إلا إصرارًا وعزيمة وثباتًا على موقف اليمن والشعب حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة. نعم، لقد خسرت اليمن والمجتمع قيادات إعلامية فذة في مجال الإعلام العسكري، ومن عمق قلبي الذي يعتصره الأسى أحب، ومن خلال هذه الخواطر/السطور، أن أُعبر عن مشاعري وأحاسيسي تجاه زملائي الذين تربطني بهم علاقة مودة وصحافة بدأت مع البعض منذ مطلع العام 1985م. وإننا اليوم إذ نشعر بالخسارة الفادحة لفقداننا زملاءنا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا، وهو يخوض معركة الانتصار للوطن ولقضية الأمة، قضية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من جور وظلم المحتل الإسرائيلي. وأكيد أن أي كلمات لن توفي زملاءنا الأبرار حقهم، لكن حسبهم أنهم كانوا يسكنون في قلوب أبناء الشعب وفي قلوب أهاليهم وزملائهم – فجميعهم كانت لهم ذكريات رائعة وأخلاق وصفات حميدة عالية. نعم، لقد ضربوا أروع الأمثلة في السلوك وفي التفاني المنقطع النظير في خدمة الشعب والقوات المسلحة والإعلام، وهم يؤدون رسالة من أقدس الرسائل الوطنية التي اضطلعوا بها في مجال الإعلام العسكري. لقد عاشوا هموم وقضايا الوطن، وفي خدمة القوات المسلحة إعلاميًا، وبذلك العطاء السخي والعمل الصادق والدؤوب، ساهموا في تطوير وبناء القوات المسلحة في المجال الإعلامي، الذي يمارس اليوم مهامه بالحروف جنبًا إلى جنب مع المقاتلين في مختلف الجبهات في مواجهة الكيان الصهيوني المحتل والشيطان الأكبر أمريكا ومن والاهم. كانوا فرسان الكلمة، كلٌ في تخصصه، وكانوا أسطورة عشق للمهنة، حين كرسوا حياتهم لتحقيق التميز والإبداع في مجال الإعلام العسكري. لقد رحلوا ونحن في أمسّ الحاجة إليهم وإلى أمثالهم من فرسان الكلمة لمواصلة مسيرة النضال ضد أعداء الوطن والكيان الإسرائيلي المحتل. سنظل بنكران ذات وسمو روح نتذكر بمزيد من العرفان تلك الأعمال الإعلامية الوطنية التي خلفها هؤلاء الأعزاء، والتي حملت في مضامينها ومعانيها حب الوطن. لقد كانوا قناديل مضيئة جميلة في الذاكرة، وسيظلون كذلك في ذاكرة الوطن إلى ما شاء الله تعالى. ولعله تكريم من الله أن يُستشهدوا في هذا الشهر، شهر ربيع الأول، ذكرى مولد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وإذا كان هناك ثمّة رسالة موجهة، فإن أسمى آيات الشكر والعرفان لا تفي لمن عبّروا عن مشاعر الأسى والحزن، وشاطرونا مصابنا في رحيل زملائنا الإعلاميين، والتي تنم عن الوفاء النادر لليمني الأصيل. سوف يسجل الإعلام العسكري في أنصع صفحاته كل كلمة عزاء كُتبت وقيلت، سواء أثناء التشييع أو أثناء المجابرة أو الاتصال، ومن خلال الكتابة العميقة النثرية والشعرية. إذ نتوجه إليهم من خلال هذه الكلمات المغموسة بالدموع أن يتقبل الله أجورهم، وأن يجزيهم خير الجزاء في الدنيا والآخرة. وهي كذلك إلى أهالي وذوي ومحبي الشهداء الأبرار، نقول من كل قلوبنا ومشاعرنا: لكم منا أحر التعازي والمواساة في الكارثة التي أصابتكم، وأصابت الوطن، بل وأصابتنا جميعًا في فقدان أبنائكم الأعزاء الغاليين على قلوبنا، الذين خسرناهم وخسرهم الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية في هذه المحنة التي يعيشها الوطن، وهو يدافع عن السيادة الوطنية وعن القضية الأم، قضية إخواننا في فلسطين وفي قطاع غزة. نقول لكم: نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يُنزلهم منزلة الشهداء الأبرار مع كل شهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم في الدفاع والذود عن الوطن، وأن يُلهمكم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.