في اليوم الأول من العام 2025، دشّن اليمن مرحلة جديدة من المواجهة بإسقاط طائرة أمريكية من طراز «إمكيو–9»، لتكون الرابعة عشرة في سجل الدفاعات الجوية اليمنية، قبل أن يرتفع العدد لاحقًا إلى اثنتين وعشرين طائرة، مع تورّط المجرم ترامب المباشر في العدوان. وضمن حصادٍ متواصل ارتبط ولا يزال بمعركة الإسناد اليمنيلغزة، التي أفشلت كل محاولات فصل الجبهات حتى اللحظة الأخيرة، وبلغت ذروة تلك المحاولات بدخول المجرم ترامب ساحة المواجهة في الخامس عشر من مارس، بسقفٍ عالٍ ونبرةٍ متعالية تجاه اليمن، سعيًا لتحقيق مكسبٍ داخلي يعوّض إخفاق سلفه بايدن، ومكسبٍ آخر يتقرب به إلى الكيان الصهيوني عبر رفع الحظر عن ملاحة كيان العدو الصهيوني، وحمايته من صواريخ ومسيرات اليمن. وراهن ترامب على افتتاح ولايته الجديدة ب«إنجاز عسكري» سريع، غير أن حساباته اصطدمت بواقعٍ ميداني معاكس، حين واجه اليمن في آنٍ واحد حاملتي طائرات أمريكيتين، وقاذفات شبحية هي الأحدث عالميًا، فيما كانت عملياته تتصاعد بوتيرة متزامنة على ثلاثة اتجاهات: الإسناد المباشر لغزة بضرب عمق الكيان الصهيوني، ومعاقبة التورط الأمريكي في بحر العرب بملاحقة الحاملة «كارل فينسون»، وفي البحر الأحمر بملاحقة الحاملة «هاري ترومان». وهناك، خسر الأمريكي طائرتين متطورتين من طراز «إف–18»، إحداهما خلال مناورة هروب من ضربة يمنية نوعية، على الرغم من الزج بالقاذفات الشبحية، فشلت الولاياتالمتحدة في كسر الموقف اليمني، وتراجعت نبرة ترامب وهو يشاهد طائرات «إمكيو–9» تتساقط تباعًا، فيما كادت الدفاعات اليمنية أن تُسقط الطائرة الشبحية «إف–35». وبعد اثنين وخمسين يومًا من العدوان، خرج ترامب بأقل الأثمان، محاولًا ادعاء النصر، قبل أن تكشف العمليات البحرية اليمنية زيف روايته عبر استهداف وإغراق السفن المخالفة لقرار الحظر، مؤكدة أن الانسحاب الأمريكي لم يكن نتيجة «ترجٍ أو استسلام» كما زعم، بل هزيمة واضحة لا لبس فيها. وبفشل العدو الأمريكي في فصل اليمن عن غزة، وجدت نفسها تفصل عن الكيان الصهيوني، لتدخل المعركة مرحلة مواجهة مباشرة بين اليمن والعدو. وحاول الكيان التأثير على عمليات الإسناد بتوسيع دائرة القصف نحو المناطق السكنية والمنشآت المدنية والاقتصادية، غير أن ذلك لم يثنِ اليمن عن موقفه، فقدّم اليمن في سبيل فلسطين رئيس هيئة الأركان شهيدًا في معركة «الفتح الموعود»، وارتقى في طريق القدس رئيس الوزراء وكوكبة من الوزراء، دون أن يحيد قيد أنملة عن نصرة غزة. واستمر الإسناد اليمني حتى اللحظات الأخيرة، ولا يزال حاضرًا وجاهزًا لاستئناف العمليات مع أي عودة للعدوان على غزة أو لبنان، وباستعداد متواصل للتصدي لأي عدوان صهيوني بأدوات مختلفة. وبينما يتحدث قادة الكيان المؤقت عن «حساب لم يُغلق» مع اليمن، يؤكد اليمنيون أن القادم أشدّ وأنكى، وأن معادلة الردع التي فُرضت لن تتبدد.