بيان المصدر المسئول الصادر يوم امس الاول عن وزارة الداخلية بخصوص الاحداث بعمران لم يكن صحيحا كما لم يعبر عن سلطة مسئولة تجاه ما حدث بالضبط وتجاه الضحايا من الطرفين بل كان بيانا سياسيا منحازا في توصيفه للاحداث من ناحية ومستفزا في اهدافه ومضامينه بدرجة عاليه لاسر الضحايا ولابناء عمران عموما من ناحية اخرى وهوما جعل وسيجعل لهذا البيان -الفضيحة- تداعيات خطيره على الوضع الامني في محافظة عمران وربما اكثر من الحدث نفسه اذا لم يتداعى العقلاء للحد منها وباسرع وقت ممكن . مظاهرات احتجاجية معلن عنها ومرتب لها سلفا وتعرف بها السلطة المحلية جيدا وهدفها واضح ومعلن مسبقا وهو التعبير عن رفض غالبية ابناء عمران ح- وليس الحوثيين فقط - لسياسة السلطة المحلية والمطالبة بتغييرها وهذه المسيرة ليست الاولى من نوعها في عمران ولنفس الاغراض كما لم تكن الاولى التي يحمل فيها المشاركون فيها اسلحتهم الشخصية مثل كل الناس في تلك المناطق . ثم ورغم كل هذه الحيثيات المعروفة وبقرار سياسي من صنعاء كما يبدو تقرر السلطة المحلية فجاة اعتراض عدد من المشاركين فيها بالقوة وتمنح الاوامر للنقاط المستحدثة باطلاق الرصاص الحي عليهم وارتكاب مجررة في حقهم بدون مبرر ذهب ضحيتها 6شهداء واكثر من 10جرحى بالاضافة الى اعتقال واخفاء اخرين . لم تكتف السلطة وجهات معينه فيها بالجريمة بل سارعت وعبر وزارة الداخلية الى اصدار بيان سياسي وقح يقلب الحقائق راسا على عقب ويدعي بان مسلحين حوثيين اعتدوا على نقاط عسكرية ما ادى الى مقتل جندي واصابة 3اخرين دون الاشارة الى اي من ضحايا المجزرة لا ضمنا ولا تصريحا وكانهم ليسوا مواطنين يمنيين بل بعض من متاع الارض والعفش الزايد الذي يجب التخلص منه بعرف وزير الداخلية وجماعتة الايدلوجية . بيان المصدر المسئول اكد بوضوح ان المجرزة لم تكن سوى المرحلة الاولى من خطة مبيته هدفها استثمار الجريمة وتوظيفها سياسيا باتجاه ايجاد مبررات لزج الجيش في حرب سابعة مع انصار الله من ناحية وفي تاليب المجتمع المحلي والدولي على انصار الله باعتبارهم جماعة خارج القانون ومن المرعقلين لمخرجات الحوار ويجب وضعها تحت الفصل السابع من ناحية اخرى الامر الذي يحمل السلطة المحلية والمركزية مسئولية مباشرة وجنائية في الجريمة وفي سقوط ذلك العدد الكبير من الضحايا . كما تنفي هذه الخطة المبيتة سلفا لوحدها التهمة الفارغة التي تضمنها بيان الداخلية وبالذات قوله بان مسلحيين حوثيين هم من اعتدوا على النقاط العسكرية - لان هذا لو صدق- لما احتاجت وزارة الداخلية الى تجاهل ضحايا الحوثيين لان مجرد ذكرهم لا يعني تعاطف الناس معهم .طالما وهم معتدين !. السلطة اليوم وبهدف قمع كل من يحتج على استيلائها للحكم بدون سند شرعي وللتغطية على مؤامرة التقسيم وسياسة الاستحواذ على مؤسسات الدولة واخراج بقية الاطراف من معادلة ما بعد حوار موفمبيك من اجل هذا كله تعمل -وليس لديها- مانع ان تعمل على ارتكاب جرائم قتل واسعة كما حدث في عمران وحدث قبل عمران ثم توظفها سياسيا في هذا السياق وهو ما تم بالفعل غير ان توظيف السلطة الكاذب والاستفزازي للجريمة شيء ونتائجها على الارض وفي نفوس اهالي الضحايا وابناء عمران عموما شيء اخر تماما . والخلاصة الوضع في عمران الان وبعد الجريمة واكثر منه بعد البيان والخطاب الاعلامي المرافق محتقن جدا ومرشح للانفجار في اي لحظة وما لم تسارع الرئاسة والحكومة الى سحب بيان الداخلية فورا والاعتذار عنه اولا وقبل كل شيء في المقابل على الجميع ان يعملوا -كل الاطراف- من اجل تفادي مثل هذه التداعيات الخطيرة التي تسعى السلطة المحلية في عمران الى جر البلاد اليها بغباء شديد لا يتمتع به سوى بعض قيادتها في صنعاء . يبقى ان نقول لوزير الداخلية الجديد ولجماعته من خلفه عليكم يا اخواننا في الله ان تفرقوا بين "الزنقلة" وبين المسئولية وبين قيادة الدولة واجهزتها الامنية والعسكرية وبين قيادة العصابات او الجماعات الميليشياوية. ما تعملونه اليوم وباسم الدولة وعبر وحداتها العسكرية وبياناتها غير المسئولة كان وسيكون له نتائج وخيمة على مستقبل البلاد وامنها واستقرارها . *اذا لم يتوقف الاصلاح عن استخدام امكانات الدولة وسلطاتها المحلية ومؤسساتها الامنية والعسكرية في محاولة تصفية الخصوم او قمعهم فانه سيجر بهذه السياسة الرعنا البلاد لى الحرب وبالتالي الى ما تبقى من الدولة . الاكيد ان خسارة اليمن ستكون في هذه الحالة كبيرة وكلفة تعويض هذه الخسارة باهضة ومخصومة من امن الناس ومستقبلهم ومصير وطنهم لكن الاصلاح - وهذه هي المفارقة- سيكون اكثر واول الخاسرين من هذه السياسة الرعناء والاكثر غباء في التاريخ ! *تزييف الوعي ! ------- لانصار الله سلبيات عديدة واخطاء فادحة في الخطاب السياسي على الاقل ولكن ان تقدح فيهم لا على اساس ما يعملونه اليوم بل بناء على ما عمله اجدادهم الاولون بالامس فهذه اشادة لا نقدا او اعتراضا على سياسات اوممارسات بعينها . كما ان اكبر محاكم التفتيش واكثرها عنصرية هي ان يكتب البعض ضدهم على رافعة نواياهم وما يضمرونه من افكار ومعتقدات او على اساسا اسمائهم والقابهم واعراقهم او بوضعهم قسرا في خانة من لا يعجبونه من الناس او من الفئات والمناطق والاعراق !.؟ انت بهذا يا صديقي لا تستند فقط على وعي بعض بسطاء الناس القاصر او الزائف تجاه تاريخ وطبيعة الصراع "اليمني اليمني" واذكاء جراحاته والامه وتوظيفها سياسيا وبقسوة وحسب بل انت ايضا تسهم بهذا الخطاب الغرائزي والتحريضي المباشر في تزييف وعي الناس حول قضاياهم واولوياتهم المصيرية والاكثر الحاحا والتي تعرف جيدا كما نعرف جميعا بان مشكلتنا فيها هي في طبيعة النظام الاقلوي الحاكم وفي طبيعة سياساته المدمرة والارتهانية والاستحواذية وليست لدى الحوثيين ولا لدى اي طرف اخر خارج السلطة الا من باب تداعيات سياسة "الفراغ والعجز والاستحواذ" نفسها . *تغريدتان --- 1-بعد مقتلة المتظاهرين اصبح تغيير سلطة عمران الادارية والعسكرية والامنية ضرورة وطنية قبل ان يكون مطلب يومي لابناء المحافظة 2-ما اقبح ذلك الصوت الذي يرتكب مجزرة وحشية يذهب ضحيتها 6شهداء و10جرحى ويعتقل اخرين ثم يصيح باعلى صوته وبكل ادوات التكبير يا غارتاه قتلونا وهاجموا معسكراتنا الامنة !