على غير العادة ولأول مرة منذ زمن ، لم يعد سكان العاصمة صنعاء يسمعون مدفع الافطار يدوي في سماء صنعاء بالتزامن مع اصوات الأذان من مساجد المدينة التاريخية ..وتسائل الكثير من المواطنين عن اسباب اختفائه هذا العام .. مصادر " غير مؤكدة" اوردت ل "يمن لايف" ان المدفع الذي كان يؤدي دوره الرمضاني من سفح جبل نقم لم يعد هناك .. وقد تم مصادرته او سرقته ! لكن احد المواطنين ومن باب النكته توقع ان يكون المدفع قد اعفي عن دوره التاريخي كونه " من اتباع النظام السابق" !. الجدير ذكره انه من أهم ما يميز شهر رمضان في اليمن هو المدفع العثماني والذي كان محصورا على العاصمة صنعاء طوال السنوات الأخيرة حيث أمر الرئيس علي عبد الله صالح بتوزيع مدفع رمضان على كل محافظات البلاد ليستخدم في فترة أذان المغرب والفجر. مدفع رمضان في اليمن كان توقف العمل به في بعض المناطق بعد قيام ثورة السادس والعشرين سبتمبر عام 1962 واقتصر على صنعاء، لكن وزارة الدفاع قامت بتجهيز ما لا يقل عن 105 مدافع عثمانية يعود عمرها إلى بداية العام 1900، وإعادة تأهيلها للاستخدام في رمضان هذا العام، بواقع خمسة مدافع لكل محافظة. أخرجت المدافع العثمانية من ساحات المتاحف وأعيدت إلى أماكنها الطبيعية بعد 466 عاما من تاريخ اليمن وتحديدا منذ بداية عهد اليمن العسكري بالمدافع، ونعني عودتها إلى أبراج القلاع والحصون واسفح الجبال المطلة والمحيطة بالمدن. المعلومات التاريخية ترجع معرفة اليمن للمرة الأولى وتقليد «مدفع الإفطار» منذ بداية عهد الاحتلال التركي (العثماني) الأول لليمن في الفترة من العام 1538 حتى العام 1568 ( 945 975ه ) ثم استمر الأخذ بتقليد مدفع الإفطار في عهود حكم الأئمة والدويلات المستقلة في اليمن وما تخللها من عودة وجلاء للاحتلال العثماني الثاني والثالث. ويقدر عدد المدافع العثمانية التي ورثها جيش قائد الجلاء العثماني الثالث والأخير عن اليمن سنة 1917 (1337ه ) الإمام يحيى بن حميد الدين بنحو 200 من المدافع المتنوعة، كمدافع المتراليوز والمدافع المحتوية على البطاريات، ومن أسمائها «المانتل» و«الجنبر» و«الهاون» و«عادي جبل» الذي كانوا يلقبونه ب«البسباس» و«الابوس» و«السريع العثماني» و«السريع المتوكلي»، كما أورد بعض المصادر التأريخية. وفي صنعاء، انتقل موقع المدفع من على قصر غمدان (السلاح) إلى سفح جبل نقم، حيث ظهرت أيضا مدافع أخرى في سفح جبال عيبان وعطان تطلق ذخائرها في وقت واحد حتى يسمعها كل سكان صنعاء. ويخصص لكل مدفع طاقم من صف الجنود الأكفاء يتألف في العادة من أربعة جنود: الأول هو «المُعَمِّر» يختص بتعمير المدفع بوضع الطلقة في مكانها داخل الماسورة والثاني «رامٍ» مهمته إن يشغل الترباس الذي يحكم إخراج الطلقة والثالث «طوار» يختص بتبريد الماسورة بعد إخراج المقذوف والرابع مهمته إحضار الطلقة للمُعَمِّر أو «المعمارجي» كما يسميه المصريون. ورغم أن المدافع العثمانية لا تزال دويها في رمضان إلا أن هناك عادات وتقاليد رمضانية كان يعمل بها عند معظم اليمنيين إلا أنها انتهت في الوقت الحاضر واستبدلت بها.