سنتين من الابتزاز والضغوط التي مارسها حزب الاصلاح وقادتهم العسكريين والقبليين على الرئيس هادي وتمكنوا من خلالها من الحصول على العديد من المكاسب على الخارطة السياسية اليمنية والمناصب العسكرية والأمنية في اعلى مستوياتها مستغلين الظروف التي كان الوطن يمر بها عقب ازمة2011م والتي انتهت بالمبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني استجاب خلالها الرئيس للكثير من املاءات وطلبات وشروط الاصلاح أرجع الكثير من المتابعين تلك الاستجابة ل فرضيتين :أولهما وقوع الرئيس ضحية لدعاية وتضليل جماعة الاصلاح ومن تقف خلفهم من دول المنطقة وفي مقدمتها قطر عبر معلومات وتقارير مفبركة ووعود مضللة أوقعت الرئيس هادي في (شراكهم). الفرضية الثانية :هي ادراك الرئيس هادي ان الجماعة لها اذرع طويلة في البلاد وقادرة على تأزيم الأوضاع وافشال مساعي المبادرة الخليجية لاخراج البلاد من تلك الأزمة الطاحنة مدركا ان تلك الجماعة لاتفكر بالمصلحة الوطنية بقدر ما تفر بمصالحها ومن باب الحرص على اخراج الوطن من محنته والسير به نحو الخروج من تلك الأزمة لذا كان يستجيب لطلباتهم وينفذ لهم الكثير من المطالب حتى يعبر بالبلاد مرحلة الخطر ويكون قادرا على تغيير قواعد اللعبة معاهم! وبعد انتهاء الفترة الانتقالية وحدوث تغيرات في الوضع الداخلي في اليمن وتغير خارطة القوى على الساحة الوطنية بالاضافة الى التغييرات التي شهدتها المنطقة وقرار مجلس الأمن القاضي بادخال المعرقلين تحت البند السابع كل هذه العوامل أخذت بيد الرئيس هادي للانطلاق نحو مرحلة جديدة مرحلة فرض هيبة الدولة ورفض الابتزاز وعدم الرضوخ للاملاءات . فعلى الصعيد المحلي اثبتت الوقائع والشواهد للرئيس هادي ان الاصلاح وعسكرييهم ومشائخهم لا عهد لهم ولاذمة وكل ما ماكانوا ينقلونه للرئيس هادي من معلومات وبيانات كانت غير صحيحة وتهدف لتضليله وعزله عن الشعب هذا من ناحية ومن ناحية اخرى مثلت مواجهات الاصلاح الحوثيين في كل من عمران وارحب وهمدان والتي اثبتت وهن حزب الاصلاح وضعفهم وسرعة تهاويهم نقطة أخرى كشفت للرئيس هادي انهم لم يكونوا بنفس تلك القوة والتهديد الذي كانوا يتظاهرون به . وعلى الصعيد الاقليمي سقوط الجماعة المدوي في مصر وفشلهم في تونس ومحاصرتهم في دول الخليج وادراجهم في قائمة الارهاب والحظر أضاف دعما قويا للرئيس هادي لرفض الرضوخ لهم والقبول بابتزازهم. ومن هذه المؤشرات والوقائع فتح الرئيس هادي مرحلة جديدة للتعامل معهم تقوم على اساس اخضاع الجميع للدولة وللقانون ورفض الابتزاز وفي سبيل ذلك اتخذ العديد من القرارات التي استعاد فيها هيبة رئاسة الدولة كما حصل في قراراته في التعيينات الأخيرة في الجيش والأمن! بعد هذه الخطوة المتقدمة من الرئيس هادي شعرت جماعة الاخوان وعسكرييهم ومشائخهم أن الرئيس هادي لم يعد تحت تأثيرهم ولم يعد يستجيب لهم فقرروا الانتقال الى مرحلة متقدمةهي مرحلة كسر العظم عبر مجموعة من اوراقهم وهي: 1) مرحلة الهجوم عبر الاعلام كمرحلة أولى للتهديد والوعيد عبر استهداف الرئيس هادي ومقربيه بالشائعات والفبركات الاعلامية بغرض تشويه صورة الرئيس والمقربين منه 2)استخدام الحكومة كسلطة بديلة للرئيس وادخالها في تحد واضح للرئيس 3)تهييج الشارع عبر افتعال ازمات اقتصادية تثير الشعب ضد الرئيس 4) الفوضى والاقتتال واحتلال المؤسسات وتهييج الشارع بالمسيرات والخطابات ب 5) الارباك الأمني والعسكري عبر عمليات ارهابية تستهدف مؤسسة الجيش والأمن مستخدمين لتلك الورقة العناصر التابعة لهم في كل من الدفاع والداخلية على الجانب الآخر هناك أوراق يمتلكها الرئيس هادي لكبح جماح الجماعة واسقاط مشاريعها الفوضوية في مهدها ومن أهم هذه الأوراق: 1) الدعم الشعبي الذي سيحظى به الرئيس في حال اقال الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وهذا بدوره سيجعل الغالبية العظمى من الشعب تقف الى جانب الرئيس هادي 2)الورقة الثانية هي الورقة الدولية والبند السابع ضد قيادات الجماعة و 3)الورقة الثالثة التنسيق مع دول المنطقة لمواجهة الجماعة والعمل على الحد من نشاطها وتمويلها!! 4)اخضاع المؤسسة العسكرية والأمنية للقانون ومراقبة ومتابعة أي أنشطة للجماعة فيهما بما يضمن عدم قدرة الجماعة على اختراق المؤسستين