يبدو أن التاريخ سيعيد نفسه من جديد، بعد أكثر من 10 سنوات على أكبر مفاجئة في تاريخ دوري أبطال أوروبا بنسخته الحديثة، والتي كان بطلها آنذاك نادي بورتو البرتغالي بقيادة الداهية جوزيه مورينيو. لكن يبدو أن التاريخ سيلعب نفس اللعبة من جديد لكن هذه المرة على حساب مورينيو، الذي يدرب تشيلسي حاليا، حيث سيواجه المدرب البرتغالي أتلتيكو مدريد الإسباني الذي يمتلك مدربا شاباً طموحاً بنفس الروح والإصرار التي كان عليها البرتغالي قبل 10 سنوات من اليوم وهو دييغو سيميوني، ضمن منافسات دوري الأبطال. ينتظر العالم هذا المواجهة على أحر من الجمر لرؤية إلى أي مدى سيواصل أتلتيكو مدريد تألقه هذا الموسم، حيث يتصدر الدوري الإسباني متفوقاً على ريال مدريد وبرشلونة وأيضاً وصل إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ أبعين عاما. مدرب بورتو: أتلتيكو مدريد نادي إيطالي يلعب في الدوري الإسباني إلا أن جميع هذه الإنجازات التي حققها أتلتيكو مدريد هذا الموسم، ليست من فراغ بل كانت نتيجة عمل جدي وإحترافي من المدرب الأرجنتيتي دييغو سيميوني. فالوصول إلى هذا الدوري من دوري الأبطال من بوابة برشلونة بالذات وبأسماء لم تلامس بعد العالمية، هو بحد ذاته كتابة سطر في التاريخ الحديث للكرة الأوروبية، حيث لم يسبق أن أستطاع أي فريق إخراج برشلونةمن هذا الدور طوال السنوات الست الأخيرة. وبالتالي يبدو أن كتاب التاريخ قد يفتح للمدرب الأرجنتيني دييغو سيمويني كما فعل مع غريمه البرتغالي جوزيه مورينيو في 2004. مورينيو : ما زلت أشجع ريال مدريد .. ولكن!
وبالرغم من إختلاف الوقت إلا أن مشوار مورينيو للحصول على اللقب مع بورتو في 2004 كان شاقا جدا، حيث هزم المدرب المميز كل من بارتيزان، ريال مدريد، مارسيليا، مانشستر يونايتد، ليون، ديبورتيفو لاكورونيا، ثم التتويج باللقب على حساب موناكو. بينما على الطرف الآخر عبرت سفينة أتلتيكو مدريد بقيادة سيميويني من بورتو، استريا فيينا، ميلان، برشلونة، حتى الوصول إلى مباراة اليوم التي سواجه فيها نسخته التاريخية تشيلسي الإنكليزي تحت قيادة مورينيو. لكن جيل من يعتبر الأفضل.. تاريخ مورينيو أم حاضر أتلتيكو مدريد بقيادة سيمويني...؟ الأكيد أن أتلتيكو مدريد دييغو سيمويني قد أستفاد بقوة من الدوري الذي يلعبه، حيث تعتبر مواجهة برشلونة وريال مدريد أكثر من أربعة مرات ف ينفس الموسم، خبرة كبيرة للاعبين الشبان، تضعهم أمام أبواب أوروبا دون رهبة أي فريق فمواجهة ميسي ورونالدو والتغلب عليهما هذا الموسم يكفي للحصول على جرعة كبيرة من الثقة. لكن من طرف مورينيو، فجودة المدرب ونوعية اللاعبين البرتغال الذين كانو تحت قيادته، هي من حددت مسار البطولة بشكل عام، حيث أفتقد مورينيو للمنافسة في الدوري البرتغالي الذي لا يرتقي أبدا لاي من الدوري الكبرى الأربع حتى لو كان فيه بعض الأسماء الرنانة. رأينا الشخصي في المواجهة المرتقبة.. صحيح أن دييغو سيمويني يطرق أبواب التاريخ بنفس أسلوب مورينيو قبل 10 سنوات إلا أن اللاعبين وطبيعة المسابقة والخبرات قد تغيرت من عقد لأخر، لكن ما حققه دييغو سيميوني هذا الموسم من مفاجأت يضع إمكانية الوصول إلى النهائي والتتويج به حلم مشروع لعشاق الروخي بلانكوس.