لليوم الرابع على التوالي لا تزال الدراسة في جامعة صنعاء " معلقة " احتجاجا على قرارات حكومية تستهدف إقصاء رئيس الجامعة وعدد من نوابه المعينين بقرارات جمهورية سابقة . وتشهد الجامعة موجة غليان سياسية وطلابية جديدة قد تنعكس سلبا على التسوية السياسية التي قضت بعدم استهداف طرف لآخر لدواعٍ سياسية تصعيد الإصلاح جاء بعد أيام قليلة على خروج مظاهرات طلابية في الجامعة تطالب برحيل جنود الفرقة الأولى مدرع الذين يتمركزون داخل الجامعة منذ مطلع العام المنصرم حيث يعتبر الطلاب من مختلف تيارات السياسية وجود الجنود لأنه يسبب لهم الكثير من المضايقات خصوصاً بعد قيام الجنود بإيجاد قيود جديدة تحرم الطلاب من الحديث مع زملائهم وكذا ضرورة دخول الطلاب ببطاقة جامعية حتى بالنسبة للمستجدين الذين لم يمتلكوها بعد ناهيك عن حرمان الطلاب من التجول داخل الحرم الجامعي حيث تعد بعض المباني الجديدة داخل الجامعة مخازن أسلحة للفرقة إضافتاً الى مراقبة تحركات الطلاب والاعتداء عليهم لمجرد انتقادهم للوضع القادم كل تلك المعوقات وغيرها دفعت بالطلاب الناقمين على القية المفروضة حديثاً للتظاهر امام بوابة الجامعة لكن الفرقة وجنودها لم يقفوا مكتوفي الأيادي أمام تلك المطالب التي تحثهم على الذهاب الى جبهات القتال حيث شرعت للاعتداء على الطلاب واعتقال عددٍ من الناشطين حينها مما آثار حفيظة بقية طلاب الجامعة الذين لن يشاركوا في اعتصامات سابقة الى المطالبة برحيلها وأمام اتساع دائرة المطالب الطلابية بعد أن أصبحت مطالبهم قضية رأي عام خصوصاً مع تبني قيادات وناشطين داخل المشترك لمطالب الطلاب برحيل الفرقة من الحرم الجامعي شرع حزب الإصلاح الى تصعيد الموقف سياسياً بعد دعوة أعضائه الى موجة الازمة القائمة بفتح أزمة جديدة (انتخاب رئاسة الجامعة) ورغم ادراك الإصلاح لعدم وجود قانون يسمح بأن تصبح الجامعة كصرح تعليمي ساحتاً للصراعات السياسية فجر أزمة جديدة بالدعوة الى الانتخابات متحديا بذلك كافة الاطار القانونية والمفاهيم الأكاديمية وبعد يومين تقريباً من فشل جهوده في أجراء انتخابات نتيجة رفض شريحة واسعة من الأكاديميين لعملية تسييس التعليم الجامعي حرك جناحه المتطرف بهدف اقتحام مكتب رئاسة الجامعة والاعتداء على بعض الاكاديميين يفشل الإصلاح مجددا في تنفيذ مخططه الهادف الى أبقاء فرقة على محسن داخل أسوار الحرم الجامعي فدفع برئيس الحكومة الى اصدار قرارات تعيين جديدة في انقلاب واضح على قرارات الرئيس هادي أصدر باسندوة قراراً بإقالة الرئيس الحالي للجامعة الذي تم تعيينه مسبقا بقرار جمهوري (أحمد باسرده) لكن قراره فرض مناخا استثنائيا بعد ان خيم التوتر على الجامعة ورفض الكثير من الأكاديميين الامتثال لذلك القرار فقرروا الاضراب عن العمل وأصدر قراراً جديداً يقضي بتكليف أحد أكاديميي جامعة صنعاء بإدارة شؤون الجامعة لكن قراره لم يحظ بالقبول خصوصا وأن باسندوة لم يدرك بأنه يتأمل مع أكاديميين يدركون خطورة الاقصاء المتعمد عدل باسندوة قراره الثالث بتكليف أكاديميي آخر يدعى الشرجبي لكن الاخير لم يبرز موقفه حتى اللحظة قرارات باسندوة جميعها تصب من أجل إبقاء الفرقة مسيطرة على الجامعة أما بجنودها او بقيادة لجامعة تدار من قائد الفرقة على محسن وتؤكد مصادر مطلعة بأن علي محسن أشترط في وقت سابق ضرورة أن تكون رئاسة الجامعة من الاكاديميين المعروفين لديه مقابل رفع جنوده من الجامعة كما أنها تفتح جبهة جديدة للصراع خصوصاً مع اعلان أكاديميي الجامعة تعليق الدراسة فيها حتى عودة الرئيس هادي وكذا الاعتصام من اليوم في السبعين حيث تجتمع الحكومة أسبوعياً في القصر الجمهوري
من جهة أخرى وجه الطالب ضرار الطيب رسالة الى اللواء علي محسن الاحمر جاء فيها الأخ الجنرال / علي محسن الأحمر ..قائد الفرقة الأولى مدرع..تحية طيبة ..وبعد .. بصفتي طالب في جامعة صنعاء .. وبصفتك قائد الجيش الذي يعشش فيها ويفسد اجواء الدراسة على طلابها ..فان من حقي أن أوجه إليك هذا الخطاب ..ليس استغاثة بك فالمستغيث بك (كالمستغيث من الرمضاء بالنار)..ولا توسلاً اليك ..فأنا صاحب الحق ؛كوني طالباًفي الجامعة, وصاحب الحق لا يتوسل ..ولكن تحذيراً وتنبيهاً وتب رئةً للذمة .. سعادة اللواء ..كنت أريد أن أسألك أولاً ماذا يفعل جنودك في جامعتي ؟؟..ولكني تذكرت أن أي إجابة ستتفضل بها ستكون سخيفة ..إذ لا عذر أبداً لوجودهم في الجامعة أبدا ..وليس ذلك خاصا بهم ك(فرقة)..فوجود العسكر -أيا كانوا - في الجامعات أمر مرفوض عقلاً وعرفاً ..وخاصة بذلك الشكل الفجّ الذي يتواجد به جنودك .. غير أني أدري -أيها اللواء- أنك ستجيب عن ذلك السؤال بتلك الإجابة المعتوهة التى لا تمتلك أنت ومطبّلوك غيرها وهي "إن الفرقة تحمي الثوار في ساحة التغيير .."..أنا لا أدري ممن تحمونهم ..إذ الدولة أصبحت دولتكم والقوة أصبحت في يدكم ..إلّا إذا كنتم تحمونهم من أنفسكم ..فهذا أمر آخر .. ثم لتتذكر -يا سعادة اللواء - ان الثورة التي "عجنت أمّها عجين" لا تعطيك أي مبرر لاحتلال الجامعة باسمها حتى إن كنت - فرضاً - من قام بها ..فكيف وأنت مجرد منشق غير مرحب به ..ثم أننا كطلاب لم ننس بعد أنك كنت سببا في توقيف الدراسة في الجامعة لمدة تقارب السنة بسبب وجود مليشياتك ومجنديك الذين أغلبهم لم يبلغوا حد التكليف بعد ..فأنا مثلا أذكر أنني دخلت مستوى أول في عام 2010م وخرجت منه عام 2012م وكل ذلك بسببك .. يبدو أن شبق البسط والنهب العقاري الذي تسعر به - يا سعادة اللواء - قد لعب في عينيك الصغيرتين فأصبحت تبصر كل شيء "أرضية " صالحة للبسط .. ربما ذلك ماتربيت عليه ..وساعدك على استمراره ضعف الناس ومساعدة النظام لك .. ولكن لا تنسى -أيها الجنرال - أن ذلك كله لم يُغفر لك بعد وأولئك الناس الذين نهبتهم واخذت حقوقهم لا يزالون منتظرين لأقرب فرصة تتيح لهم أن يقطعوك إرباً ..وبأسنانهم لو أُتيح لهم الأمر ..ذلك لأن البلاد حدث فيها ثورة ..وأظنك تعرف هذا جيدا .. وتذكر أن هذه الثورة بدأت من جامعة صنعاء..وفجر شرارتها طلاب جامعة صنعاء - قبل أن تأتي أنت وتبسط عليها (الثورة) -..فبدخولك جامعة صنعاء ..وإسائتك إليها تكون قد اقترفت جرما عظيماً بحقّ الثورة التي تدعي الإنضمام إليها أولا ..ثم بحق الثوار الذين تدعي حمايتهم ثانيا ..وأما طلاب جامعة صنعاء ..فلا مانع لديهم أن يفجروا ثورة أخرى ..في سبيل جامعتهم وتعليمهم ..ففي وطن ملأته أنت وأمثالك بمظاهر العنف والتطرف ..لم يبق لنا من مظاهر التحضر والعلم غير هذه الجامعات والمدارس ..ولن نسمح لك أبدا بالبسط عليها وتحويلها إلى مستنقع عنف وتطرف .. انت لا تعرف تلك الحالة من الإزدواجية اللّامنطقية ..والتناقض الباعث على الجنون مع كمية هائلة من الغضب المتفجر وأفواج متزاحمة من اللعائن والسخائط تتزاحم في صدري ...ذلك ما أشعر به - وغيري كذلك - حينما أخرج من المحاضرة الى استراحة الكلية أريد أن "اغير جو" فألتفت إلى الجهة الخلفية للكلية لأرى صفوفا من جنودك يتدربون ويؤدون تمارينهم العسكرية ..او حين نأتي الصباح إلى الجامعة ل"يصابحنا" جنودك على بوابة الجامعة "هاتوا بطائقكم" ليتأكدوا أننا طلاب ..ماشاء الله علمتهم القوانين !!! ..وفوق كل هذا ..جنودك يعتدون على الطلاب ويستخدمون العنف العسكري معهم ... الأمر اصبح لا يطاق -ايها اللواء- .. الحديث يطول والكلام ذو شجون ..ولكن ماذكرته يكفي ..ولا تغضب إن بدت بعض ألفاظي خشنة قليلاً في نظرك ..فما ذلك إلا انعكاس لما أصبحت أتلقاه في جامعتي كل يوم من جنودك ومليشياتك ..لذلك - أيها الجنرال - "لفلف"جنودك من جامعتنا واذهب لحماية ثوارك وثورتك بعيدا عنا .... مع تحيات : الطالب / ضرار الطيب - جامعة صنعاء