تمتلىء العيادات والمراكز الصحية بملصقات تدعو السيدات للقيام بفحص طبي دوري بهدف الكشف المبكر عن سرطان الثدي وكثيراً ما يركز الأطباء على أهمية مثل هذا الكشف لوقاية السيدة من اختلاطات هذا المرض كاستئصال كامل الثدي وانتشار المرض والوفاة، واليوم طور علماء بريطانيون اختباراً جديداً للدم قد يتمكن من كشف هذا السرطان قبل سنواتٍ عدة من حدوثه. ففي دراسةٍ نشرت البارحة في Cancer Research وتضمنت 640 سيدة مصابة بسرطان الثدي و 741 سيدة أخرى غير مصابة شاركن جميعهن في مجموعةٍ من الدراسات السابقة التي بدأت منذ عام 1992، وقد تم أخذ عيناتٍ من الدم لديهن قبل ثلاث سنواتٍ وسطياً من تشخيص السرطان، كان الباحثون يسعون لمعرفة ما إذا كان تغيير في أحد الجينات يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي لاحقاً. ووجد الباحثون أن السيدات اللواتي كان هذا الجين لديهن مرتبطاً بزمرة الميثيل بالنسبة الأعلى كان احتمال إصابتهن بسرطان الثدي أكبر بمرتين مقارنة باللواتي كانت هذه النسبة لديهن هي الأقل، وقد كان هذا الارتباط أوضح ما يمكن لدى السيدات دون الستين من العمر. وما يمنح هذه الدراسة أهمية خاصة هو أنها الأولى من نوعها التي راقبت هذا التغير في الجينات قبل سنواتٍ من تشخيص السرطان - وسطياً ثلاث سنوات وفي بعض الحالات قبل 11 سنة من التشخيص- مما يستبعد احتمال أن يكون هذا التغيير الجيني ناجماً عن السرطان بحد ذاته. يذكر الدكتور جيمس فلانغان الباحث الرئيسي في هذه الدراسة: "نعلم أن هذه التغيرات ضمن الجينات تزيد من خطر إصابة الشخص بالأمراض، ومع هذه الدراسة أصبحنا نعلم أيضاً أن ارتباط الجينات بزمر كيميائية إضافية -دون أن يطرأ عليها تغيير- يلعب دوراً بالإصابة بالأمراض". ويضيف قائلاً: "نأمل أن يكون هذا البحث بداية لفهم أوسع لطبيعية هذه التغيرات على الجينات والتي تؤدي إلى تطور سرطان الثدي، كما نطمح لأن نتمكن في السنوات القادمة من العثور على أمثلة أخرى لجينات تزيد خطر الإصابة بأمراضٍ معينة، وندمجها معاً عبر برامج حاسوبية لتقييم الخطر الإصابة لدى كل فردٍ على حدة". وتذكر بارونيس مورغان المديرة التنفيذية لحملة مكافحة سرطان الثدي: "يعتبر البحث الذي قام به د.فلانغان مهماً للغاية كونه يشير إلى إمكانية استقصاء سرطان الثدي قبل حدوثه، وبجمع المعطيات معاً نستطيع اكتشاف كيفية حدوث المرض والوقاية منه مما يزيد فرص النجاة لدى السيدات".