من حق أي إنسان أن يتطلع إلى مستقبل مجتمعه ، ومن حقه أيضاً أن يضع رؤيته كوسيلة لهذا المستقبل الذي ينشده ، وإننا بحضرموت نعايش ونشاهد ونسمع يومياً نقاشات وحوارات واقعية وآراء متباينة حول مستقبل اليمنوحضرموت ، يأملونها أبناء حضرموت لاسيما بعد سقوط النظام. - يطالب أصحاب الراي الأول : بانفصال الجنوب وأن تبقى حضرموت جزء من دولة الجنوب المنشود. - أما أصحاب الرأي الثاني فيرون : أنه من العقل والحكمة أن تبقى حضرموت جزء من دولة الوحدة الحقيقية المستقبلية التي ستأخذ بالفدرالية وسيلة للحكم بعد سقوط النظام ويبقى الجميع تحت سقف الوحدة ويرون أيضاً أن التوحد فيه خير وقوة ودعانا إليه ديننا الإسلامي ، أما التفرقة فهي شتات وضعف ويسعى إليها أعداؤنا. - يرد عليهم المطالبون بالانفصال : إننا وحدويون وقدمنا بلادنا ونظامنا فداءً للوحدة ولكننا اليوم سئمنا من هذه الوحدة لأننا ظلمنا كثيراً كجنوبيين ومن حقنا أن نطالب بدولتنا ونحكم أنفسنا بأنفسنا طالما إن قيادة الوحدة لم تلتزم باتفاقية الوحدة وكما جاء في الحديث الشريف (المسلمون على شروطهم). - يؤكد ثانية الوحدويون : ما المانع أن تبقى حضرموت ضمن دولة الوحدة ونعيش تحت الحكم الفدرالي وتحكم حضرموت نفسها بنفسها داخلياً وهذا ما أكدته الثورة اليوم وكما هو الحال في كثير من دول العالم وبعض الدول العربية وستنعم حضرموت إن شاء الله بخصوصيتها وهذه وسيلة طيبة لتحقيق ما نصبوا إليه جميعاً تحت راية الوحدة اليمنية الحقيقية المستقبلية المباركة حقاً. - الانفصاليون يردون ثانية : أنتم طيبون جم وتسوقكم العواطف دائماً ولا تحلموا بالفدرالية يا مغفلين. - الوحدويون يدافعون ثالثاُ : لما لا وبعض قيادات الجنوب المتواجدة بالخارج اعترفت وأكدت مؤخراً الفدرالية ووضعت خيوط آلياتها كحل عقلاني فرضته تجربه الوحدة وتدرك هذه القيادات تبعات الانفصال كونها تعي جيداً التكوينات والثقافات المجتمعية لشطري اليمن ، وكذا السياسات والخفايا والصراعات المختلفة ودوافعها التي عاصرتها في الجنوب في كل المراحل .. إذن فهي ادرى بشعاب مكة أكثر من غيرها وما علينا إلا أن نحكم العقول. - الانفصاليون يصرون : والله هذا رايكم أما نحن فأصحاب قضية فلا وحدة بالقوة هذا ما نصت عليه مواثيق أو أنظمه الأممالمتحدة. - وفي ظل هذه الحوارات والنقاشات ظهر بحضرموت رأي ثالث مفاده : إذا كان لا بد من دولة الجنوب مصيراً .. فمن الأفضل أن تقام دولة حضرموت الكبرى. هل ستسارع القيادة السياسية المستقبلية بإعطاء أبناء الجنوب الفدرالية كفيصل لكل هذه الصراعات ؟ أم أن الوحدة ستبقى على ما كانت عليه وإن أي تغيير يعني تجزئة لليمن (تأكيداً ومباركة لفهم ذلك النظام) . نتمنى من العقلاء والغيورين على الوحدة تصحيح مسار هذا الإنجاز العظيم حتى يكون عظيماً في النفوس قبل الإعلام .. وقبل أن تأتي الظروف لتفرض مالا طاقة لنا به مثلما فرضته على الآخرين!!!.