تواصلت، أمس، المعارك في عدة جبهات في الجهة الشمالية الغربية من محافظة البيضاء على حدود محافظة مأرب، بين مسلحين قبليين ينتمون لحزب الإصلاح وموالين لهم من جهة، وبين جماعة الحوثي من جهة أخرى. ونقلت صحيفة "الأولى" عن مصدر محلي إن الوضع هناك يكتنفه الغموض التام، كون المعارك متواصلة، ولا أحد يعرف المصير الإنساني للسكان، بسبب صعوبة الوصول إلى أماكن النزاع. وتحدث المصدر عن اشتباكات عنيفة ومتقطعة شهدتها، أمس، منطقة يكلا التابعة لمديرية العبدية بمأرب، والقريبة من مناطق المواجهات في البيضاء. وحسب المصدر، فإن مسلحي اللجان الشعبية الذين يريدون دخول مأرب من جهة الجنوب، يلاقون ممانعة شرسة من القبائل الموالية لحزب الإصلاح، في معارك يشرف عليها قادة إصلاحيون في المحافظة، ويتم تعزيزهم بالمقاتلين من مديريات عدة. وأضاف: "المعلومات تؤكد وجود اشتباكات عنيفة متقطعة في عدة مواقع بالجهة الشمالية الغربية من محافظة البيضاء، على حدود مأرب، وتحديدا في مناطق تدعى "حمة صرار" و"جبال الشريعات" و"يكلا" على حدود محافظتي مأربوالبيضاء". وأشار المصدر إلى أن توسع الاشتباكات واشتدادها يأتي كإشارة لنية اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي، الدخول إلى مأرب، في ظل استنفار ورفض كبيرين من القبائل. وكشف عن أن قبائل من مأرب موالية للإصلاح، اجتمعت، مساء أمس الأول، وأصدرت عدداً من الرسائل وجهتها للرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة. وذكر المصدر أن الرسائل حملت تهديداً بتفجير حقول صافر للنفط، في حال أقدم الحوثيون على دخول مأرب. وذكرت "الأولى" أنها لم تستطع الحصول على نص أو صورة هذه الرسائل، من مصادر أخرى مطلعة، في حين تناولت وسائل الإعلام الإلكترونية تصريحات لقبليين مناهضين للجماعة، حملت في مضمونها تهديدات باستهداف المصالح الغازية والنفطية. إلى ذلك، استمر توافد الحوثيين بمجاميع مسلحة في منطقة تدعى "محجزة" شمال مدينة مأرب، التي وصلوها منذ يومين. وقال المصدر إن أغلب المسلحين تابعين للجان الشعبية، ويحتشدون في "محجزة" التي تتبع مديرية صرواح، وتقع بين مفترق طريقين يربطان مأرب بالعاصمة صنعاء من الجهة الشرقية مرورا بالجوف، ومن الجهة الغربية مرورا بصرواح وبدبدة وخولان. وعلى الجهة المقابلة، استمر توافد مسلحي القبائل الموالين لحزب الإصلاح في منطقة نخلاء والسحيل بالجدعان، وسط نشاط واسع تقوم به قبائل محايدة لنزع فتيل الصراع. وأكدت المصادر في المنطقة أن الأوضاع هادئة، وأن هناك مؤشرات إلى أن وساطة قائمة بين الطرفين قد تحتوي المشكلة، وتمنع انفجار حرب. وفي الوضع الأمني ذاته لمأرب، اندلعت اشتباكات، أمس، بين قوات عسكرية ومسلحين احتجزوا توربينات كهربائية تخص المرحلة الثانية من مشروع المحطة الغازية بوادي عبيدة، وانتهت بتفجير أنبوب للنفط من قبل المسلحين، والإفراج عن التوربينات. وقال ل"الأولى" مصدر قبلي إن المواجهات وقعت في منطقة "العرقين" بوادي عبيدة، وإن المسلحين الذين احتجزوا التوربينات كانوا نصبوا تقطعاً قبلياً في المكان، ويطالبون بوظائف، بحسب المصدر القبلي. وأشار المصدر إلى أن المسلحين احتجزوا هذه التوربينات، وهي على شاحنات كبيرة، أمس الأول، وأن حملة عسكرية وصلت للمكان، وطوقت المنطقة عند الساعة ال7 صباحاً، وأن الاشتباكات استمرتلساعة، قبل أن يفر المسلحون. وتحدث أنه لم تقع أية إصابات في صفوف المسلحين والقوات العسكرية، وأن التوربينات وصلت بالفعل إلى المحطة الغازية بصافر، فيما قام المسلحون بتفجير أنبوب النفط في منطقة الدماشقة. من جانبه، صرح مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الثالثة، أن "عناصر تخريبية مسلحة خارجة عن النظام والقانون، حاولت، أمس، الاستيلاء على توربينات المرحلة الثانية لمحطة مأرب الغازية في وادي عبيدة، لكن قوات الحماية من قيادة المنطقة العسكرية الثالثة وقوات الأمن، تصدت لهم بقوة، وأفشلت محاولتهم"، بحسب موقع "26 سبتمبر نت" التابع للجيش. وأوضح المصدر في تصريحه للموقع "أن أولئك المخربين قاموا بوضع كمائن للتربينات، وهي في طريقها من مأرب إلى صافر، للتركيب، فتصدى لهم أبطال قوات الحماية، وتم طلب تعزيزات من اللواء 14 مدرع واللواء 107 مشاة، وتمت السيطرة على الموقف، وإيصال التوربينات إلى موقعها بسلام". وأضاف: "وأثناء عودة قوات الحماية قامت العناصر التخريبية بوضع كمائن لها على الطريق، فحدثت اشتباكات مع تلك العناصر الإجرامية التي لاذت بالفرار، ويجري حاليا تعقبهم للقبض عليهم لتقديمهم إلى الأجهزة المختصة لينالوا جزاءهم العادل والرادع". وتحدث المصدر عن أنه "تم إنزال إصابات عدة بالمخربين الذين انسحبوا إلى منطقة الدماشقة في الصحراء، وقاموا بتفجير أنبوب النفط عند الكيلو 37، وما تزال قوات الحماية تطاردهم"، لافتا إلى أنه سيتم إصلاح الأنبوب خلال الساعات القادمة، من قبل الفرق الفنية المختصة.