عاد الدكتور ياسين سعيد نعمان من سفره ليكرر نفس المغالطات التي كان قد سبق ورددها في فترة سابقة.. عاد ليقول إن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تنص على تخلي الزعيم علي عبدالله صالح عن العمل السياسي، وانتقال رئاسة المؤتمر الشعبي العام إلى الأخ المناضل عبدربه منصور هادي الذي أصبح رئيساً للجمهورية بدلاً عن الزعيم صالح. عاد من رحلته التي قيل بأنها علاجية ليلقي خطاباً يقول فيه إن المؤتمر الشعبي العام هو نقطة ضعف العملية السياسية والعائق الكبير أمام تحقيق التغيير والوصول إلى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.. بهذا المنطق المليء بالمغالطات وبتلك اللغة التي لا يمكن أن تصدر من أمين عام لحزب تقدمي وعريق كالحزب الاشتراكي اليمني يلجأ ياسين سعيد نعمان إلى تسميم الأجواء والهدف الخوض في معارك كلامية تعيد الجميع إلى أجواء الأزمة والبحث عن تفسير جديد ومغاير غير المتعارف عليه للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية!.. أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني يطالب المؤتمر الشعبي العام بتعيين رئيس له بديلاً عن الزعيم علي عبدالله صالح تنفيذاً كما قال للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وعلى الزعيم صالح التخلي عن العمل السياسي.. ياسين نعمان قال بأن رعاة المبادرة الخليجية وفي مقدمتهم السفير الأمريكي مخطئون عندما يقولون إن المبادرة الخليجية لم تنص على تخلي الزعيم علي عبدالله صالح للعمل السياسي.. ولا ندري إلى ماذا استند أو يستند الدكتور ياسين عندما يخطّئ الآخرين ويصوّب رأيه؟!.. يعود الدكتور ياسين سعيد نعمان ليؤكد بهذا الطرح ما قاله وأكد عليه سابقاً أن مضمون التسوية السياسية هو تخلي صالح عن العمل السياسي وأن »عناصر النظام القديم لم يستوعبوا عملية التغيير ولا يريدون أن يعترفوا بذلك«!.. ومن هذا المنطلق قال إن المؤتمر الشعبي العام هو نقطة ضعف العملية السياسية.. هذا الفهم المغلوط الراسخ في ذهن الدكتور ياسين سعيد نعمان عن المبادرة الخليجية والتسوية السياسية يريد أن يعممه وبإصرار عجيب على الواقع السياسي..، ويريد من الآخرين الاقتناع به رغماً عن أنوفهم!.. كنا نعتقد أن الدكتور ياسين سعيد نعمان أكثر الناس فهماً ودراية بالواقع السياسي وبمضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. ولكن ما يقوله ويردده يكشف أنه لا يفهم شيئاً والمشكلة أنه لا يعترف بذلك!.. وكونه كذلك فلا غرابة أن نراه يجتر خلفه نفس اللغة التي يرددها عدد من دعاة السياسة من مشائخ حزب التجمع اليمني للإصلاح المليئة بالكراهية والحقد للآخر والداعية للإقصاء والاجتثاث والتدخل في شؤون الآخرين من الأحزاب والتنظيمات السياسية وكأنها وصية عليها.. المؤتمر الشعبي العام يا دكتور ياسين سعيد نعمان أدرى بشعابه ويدرك جيداً ما يفعل وما يريد..، كما أن مفهومه للمبادرة الخليجية وللتسوية السياسية واضحة وليس بحاجة إلى من يعرفه بمضامينها ونصوصها، وإن أصر الدكتور ياسين سعيد نعمان على ما يردده ويقوله فهذا شأنه..، وما على زملائه في قيادة الحزب الاشتراكي إلا تقديم النصح له، قبل أن يجدوا حزبهم وقد تحول إلى دكان لعرض وبيع بضاعة حزب التجمع اليمني للإصلاح، التي حذرت ومازالت تحذر منها الكثير من قيادات الحزب الاشتراكي في المحافظات، وما تحمله بياناتهم من اتهامات للإصلاح خير دليل وشاهد!.. افتتاحية صحيفة تعز