قد تستيقظ ذات صباح وتجد جارك, ولو كان من أنصار صالح, يطالبك بالرحيل من منزلك, صار الآمر مسلياً وطريقة سهلة للتخلص من الخصوم بأقل ضرر ممكن, حتى من لا تروقك طريقة شربه للشاي ثمة ابتكار للإيقاع به وبتقليد ثوري صِرف. يتحدث مصدر خبري اعتمد عليه موقع اليمن السعيد الإلكتروني في تناوله لحادثة الاعتداء على محطة رجل الأعمال توفيق عبد الرحيم " قبائل ماوية والجندية قرروا طرد توفيق عبد الرحيم لأنه عاث بالأرض فساداً وتواطأ معه مدير امن الجند لقتل المواطن طه الزوم وهو ما أدى إلى مهاجمة القبائل للمحطة " ربما اجهل خلف أي طرف تصطف ردة الفعل النزقة والعدوانية تلك, وربما أيضاً قد تستهوي كلا الطرفين مع اختلاف الغاية والدافع, صحيح أن لهجة المصدر المحلي للخبر تذكرنا بأصوات اعتدنا سماعها طيلة أيام الثورة, لكن ما يهمنا هنا هو أن يسلك القانون مجراه فحسب, لا ادري ان كانت السلطة المحلية بمحافظة تعز هي الوجهة الخاطئة للمطالبة بوقف ما اسماه ذلك المصدر بجرائم توفيق ام ان مشائخ تعز هي الوجهة الصائبة, هل سيفي طرد توفيق وشقادفه –كما قال المصدر- بإحقاق الحق والثأر والانتصاف لمقتل شخص, مدير امن محافظة تعز هو من وجه مدير امن الجند بإنزال قوة عسكرية لالقاء القبض عليه بموجب اوامر قبض قهرية سابقة, ثم لماذا تُنصب الخيام امام محطة توفيق! ولماذا تنسحب القوات الامنية اثناء محاولتها فك الحصار المفروض على المحطة من قبل قبائل ماوية تحت ذريعة بلهاء ساقها الموقع الاخباري على لسان مدير امن الجند عبدالحكيم الحنسري وهي كثافة المسلحين المنتشرين في محيط المحطة والخوف من حدوث مواجهات مسلحة وحفاظاً على ارواح الناس, يحدث هذا كله على مقربة ايضاً من معسكرات وثكنات عسكرية رابضة هناك لم تحرك ساكناً قط. فجأة رمى بي احدهم في جهنم بمجرد ان علم بتحفظاتي على المبادرة الخليجية " ليش انت مش مسلم" ما اسمعني اياه ذلك المتشدد الثوري ليس كلاماً رخيصاً فحسب بل انه يحمل لنا الموت في أية لحظة, كان لدي تنبؤات متواضعة بتحولنا إلى احجار صماء لتراشق حاد للاتهامات بين الحرس الجمهوري وحلفائه والفرقة الأولى وشركائها, قد تدخر آلة الكذب لكلا الطرفين شائعات تفسر اخفاق شوقي في التعاطي مع قضية محطة توفيق على كونه محض غيرة تجارية تنتاب المسؤول الأول في تعز تجاه ابن قريته العريقي توفيق عبدالرحيم ولا اظنها ستعجز عن اقناع الناس بذلك. على محافظة تعز شوقي احمد هائل ان يدرك ان تضحيات تعز ينبغي ان يكون لها قيمة, عليه ان يتحلى بصرامة كافية ازاء هذا الذي يتقاعس عن اداء مهامه عن عمد وذاك الذي يطير فرحاً بذلك التقاعس. طريقة تفكيرنا ونظرتنا للأمور من حولنا تزداد سوءاً و غباءاً أكثر من ذي قبل, قولوا لي كيف استطاع رئيس تحرير موقع اليمن السعيد الالكتروني أن يعُدَ أبناء تعز واحداً واحداً ليصل إلى هذا الاكتشاف المبهر" حادث الاعتداء على محطة توفيق عبد الرحيم قوبل بارتياح كل أبناء تعز" ما كنت لأتوقع ان يصل خطابنا إلى هذا الحد من الرخاوة وعدم التماسك. تخسر الثورة هكذا اكبر ميزة لديها, وتتشكل نوبات التصعيد الثوري جزء من صراعات مستمرة لأطراف نافذة محسوبة او معادية للثورة.