وداعاً أيها الجنرال العجوز.. آن لك أن تستريح مستشاراً وقائداً للفرغة الأولى والثانية ..و.. والعاشرة، داخل قصرك المشيد أعلى تبة المذبح، وحيداً إلا من محمد قحطان، وعسكر زعيل، والشميري، وعبدالله الحاضري، وكوابيس جمة حتماً ستلازمك في صحوك ومنامك، صنعتها لك أنت بنفسك بتفنن وإتقان. وإن كانت ضريبة لا بد منها مقابل ما أنت عليه الآن من ثراء مادي، غير أنك أسرفت كثيراً في رعايتها حتى أنها اليوم تتطلب منك ثراء أخلاقياً وشجاعة أكبر للتخلص منها، وأتمنى لك ذلك. وداعاً أيها الجنرال العجوز.. آن لأبناء القوات المسلحة الذين ساقتهم الأقدار إلى بين يديك أيضاً، أن يستريحوا من وعثاء سفرك بهم طوال ثلاثة عقود مليئة بكل ما هو سيء، حتى أنهم اليوم صرعى كأعجاز نخل خاوية، ستنفق الدولة والمانحون كثيراً لإعادة هيكلتهم وإلحاقهم بزملائهم في الوحدات الأخرى.
ولا أخفيك أن أحد ضباط الفرقة كان أسعد من تواصلت معهم عشية القرارات، ومن فرط سعادته (عَصَر) التخرينة شوطاً ثانياً حتى الساعات الأولى من الفجر . ومفهومه للهيكلة "إخضاع ألوية الفرقة الأولى لدورات تدريبية وتأهيلية وتثقيفية، ومطابقة القوام العددي في الميدان بما هو في الكشوفات، والعمل بكل ما من شأنه الارتقاء بها إلى مصاف الوحدات العسكرية الأخرى التي حالفها القدر في أن تكون في منأى عن علي محسن وشركائه".
حديقة.. أياً كان اسمها، نعم.. فكرة جميلة، سنلهو في أراجيحها بقدر لهو (محسن) طيلة عقود ثلاثة، ورغم أنني لا أعرف متى آخر مرة زرت حديقة سأكون - وهذا وعد قطعته على نفسي - من رواد حديقة (21) مارس.
والعشم في الأخ الرئيس إصدار قرار مكمل للجمالة يمنح أسر الشهداء من أبناء القوات المسلحة وكذلك أسر الضحايا من الأطراف الأخرى الذين سقطوا في مختلف حروب الجنرال العجوز، سواء في المناطق الوسطى، أو الجنوب، أو في صعدة، تذاكر مجانية، إن لم يكن تخصيص نسبة من الريع تعويضاً عن المآسي التي سببها لهم الجنرال حتى اليوم.