تواجه جماعة الإخوان المسلمين في الأردن موجة من الاستنكار والسخط في أوساط سياسية وشعبية في البلاد، بعدما أقدمت عناصر تابعة لها على وضع ملصق لشعار رابعة العدوية في قلب العلم الأردني. جاء ذلك خلال فعالية للإخوان في وسط العاصمة الأردنيةعمان الجمعة 25 أكتوبر لنصرة الأقصى. ووصف أردنيون ما أقدمت عليه جماعة الإخوان المسلمين بأنه فعلا مجرم قانونياً ومرفوضاً وطنياً وشعبياً، يعبر عن ممارسة متعمدة بالإساءة والتشويه للعلم الأردني. واعتبروا هذه الحادثة ترميزاً لخلط الأجندات في عقل "الإخوان"، إذ أن المكان في الأردن والموضوع نصرة الأقصى، فيما كان الحديث في الشأن المصري، ما يدلِّل على حالة الانقسام والتخبُّط التي تعيشها الجماعة. وترمز الأصابع الأربع السوداء على خلفية صفراء إلى الاعتصام الذي أقامه إخوان مصر في محيط مسجد رابعة العدوية بالقاهرة بعد عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو. ووصف مصطفى ريالات، الكاتب في صحيفة الدستور الأردنية في عددها الصادر أمس الاثنين، ما أقدم عليه أعضاء في "الإخوان" ب"الإهانة" لا يمكن القبول بها ولا يمكن أيضاً التغاضي عنها قانوناً، مطالباً الحكومة بتطبيق القوانين بكل حزم. واعتبر الريالات الحادثة بالفعل المجرّم في قانون الإعلام الأردني الذي يعاقب كل من مزق أو حقر أو أقدم بأي وسيلة كانت أو بأي صورة من الصور، قولاً أو فعلاً، بقصد الإساءة بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين إضافة إلى الغرامة المالية. يشار إلى أن الحادثة مجرمة وتوجه لمن أقدم عليها تهمة "تعكير صفو العلاقات مع دولة عربية شقيقة"، حيث سبق أن أوقف مدعي عام محكمة أمن الدولة قبل أسابيع ثلاثة أشخاص لحيازتهم ملصقات تحمل شعار رابعة العدوية، ووجهت لهؤلاء تهم القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها تعكير صفو العلاقات مع دولة عربية شقيقة.