كنا نقرأ عن تسرُّب الطلاب من المدارس، واليوم نسمع عن تسرُّب أسئلة الامتحانات..!! غشّ، واقتحام مراكز امتحانية، وإطلاق رصاص، وانتحال شخصيات، وغشّ بواسطة المايكروفونات، وتجمُهر أمام المراكز الامتحانية.. وحين تم الحديث مع وزير التربية في الحوار الذي نُشر، أمس الأول، في صحيفة الثورة قال إنه لن يستقيل، لأن استقالته تعني الهروب من المسئولية!! عن أية مسئولية يتحدث هذا الوزير؟؟ ماذا كان سيحدث لهذا الوزير لو كان وزير تربية في بلد غير اليمن!! وكيف سيكون رد الفعل من قبل الحكومة تجاهه، ورد فعل الشعب بأكلمه، وأولياء الأمور والطلاب أنفسهم!! يجدر به أن يستقيل، بعد أن يقوم بتشكيل لجنة تقصِّي لمعرفة الكيفية التي تسرَّبت بها الاختبارات، وبعد أن يتم ضبط من فعل ذلك، وبعد أن يعرف الناس ما الذي يحدث في كواليس وزارة التربية والتعليم. لقد تحدث الوزير عن مؤامرة وسيناريو عبثي كبير يقف وراء عملية تسريب أسئلة امتحانات عدد من مواد الثانوية العامة.. يا ليت نشوف السيناريو هذا ونعرف من هو الذي قام بتأليفه، فقد قال إن هذا السيناريو لا يستهدف الوزارة فقط، بل يستهدف الطلاب والتسوية السياسية القائمة!! وأن الوزارة لن تسمح لأي قوى تخريبية أن تستثمر العملية الامتحانية لتحقيق أغراض ومكاسب تخريبية وفوضوية على حساب مستقبل الطلاب والطالبات.. الله يجعله صدق. وأكد الوزير الأشول اتخاذ إجراءات قاسية ورادعة ضد من تم اختيارهم للمشاركة في الرقابة على العملية الامتحانية.. نتمنى أن نرى ذلك قبل الإعلان عن نتائج الامتحانات، وقبل أن يتم تقييد القضية ضد مجهول، وقبل أن يلوذ الجناة بالفرار، كما هي العادة في كل النكبات التي تحيق بالوطن.