تقدَّمت معلمة باستقالتها بسبب خروج طالبة من الفصل، حيث قالت إنها غير جديرة بأن تبقى في سلك التدريس لأن طالبة لم تعجبها طريقة شرحها.. وعندنا في اليمن تسرَّبت امتحانات الثانوية العامة وبقي وزير التربية والتعليم في منصبه دون أن تهتز له شعرة، بل زاد عتواً وغروراً، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم، لذلك هم في القمة ونحن في أسفل القاع. حكومتنا لم تحرك ساكناً، رغم أن تسرب أسئلة امتحانات الثانوية العامة أثار موجة غضب شعبي عارم على وزارة التربية والتعليم ومسئوليها، لكن رد الفعل الرسمي كان دون المستوى المطلوب لأسباب لا يعرفها إلا القليل، أما عامة الشعب فكانوا يتوقعون أن تعلن الحكومة حالة الطوارئ وربما تقيل نفسها، لأن مستقبل الأجيال في خطر، لكنهم لا يعبأون به ولا يهمهم سوى مصالح أنفسهم وأحزابهم، وليذهب الوطن إلى الجحيم. أعتقد أن موضوع تسرب أسئلة امتحانات الثانوية العامة لو كان في بلد آخر غير اليمن لقامت الدنيا ولم تقعد، ولو كنا في بلد يحترم المسئول نفسه كان الوزير أول من قدم استقالته واعتذر للشعب عمَّا حدث، أما إذا كان الوزير لم يفهم على نفسه فستقوم الحكومة بإقالته وإحالته مع طاقم الوزارة للتحقيق، لكننا في بلد المسئول فيه يعتبر نفسه فوق القانون، والحكومة منقسمة وتتشكَّل من عدة أحزاب وأطراف، وبالتالي فكل طرف سيدافع عن وزارته ولو كان على حساب البلد والشعب، ولا يدرك هؤلاء أنهم يضيعون الوطن بالمناكفات الحزبية والسياسية. شخصياً، كنت أتوقع أن يكون رد الحكومة سلبياً، وأن لا تتخذ أي إجراء ضد الوزير أو أيٍّ من مسئولي الوزارة، لأنها حكومة عاجزة وفاشلة وإلا فكيف تسمح للمتهم بتشكيل لجنة للتحقيق في قضية يفترض أن يكون هو أول من يتم التحقيق معه باعتباره المسئول الأول عن هذه الجريمة في حق الوطن والمواطن، لكننا في بلد العجائب.. ثم أتعرفون شيئاً، لو كان الوزير من حزب آخر لكنا شهدنا هجوماً عنيفاً وقوياً ضده وضد حزبه وجماعته ومن يتشدد له، ولكانت المواقع والصحف والقنوات مسخرة لبيان فساد هذا الوزير وجهله وتخلفه وعدم قدرته على إدارة الأمور، وربما يتم اتهامه بأنه عميل لدولة أخرى، وكل الاتهامات التي تخطر على بالك أو لم تخطر، لكن الوزير من حزبهم لذلك فهو بريء وتعرض لمؤامرة خطيرة تريد النيل منه ومن حزبه وكوادره الكفؤة والنزيهة التي لا يجب أن تكون محلاً للنقد. وأنا أقترح على وزارة التربية والتعليم تأجيل الامتحانات إلى العام القادم، أو إلغاء العام الدراسي وإعلان نجاح كافة طلاب الأساسية والثانوية ومنحهم الشهادات نظراً لعدم تمكن الوزارة من إكمال العملية الامتحانية لهذا العام، لأن الامتحانات تسربت كاملة وكل الإجراءات التي تم اتخاذها لن تعالج الأمر إطلاقاً، وليس أمامكم سوى إلغاء الامتحانات أو إعلان فشلكم، لأن الاستمرار بهذا الشكل جريمة يجب أن تُعاقَبوا عليها. هذه دعوة أوجهها لفخامة الرئيس هادي بالوقوف على ما حدث وإقالة وزير التربية والتعليم ومحاسبته هو وكل الطاقم الذي تسبب في هذه الكارثة، كما أقول للرئيس يجب علينا أن نستفيد مما حدث ونعمل على تغيير النظام التعليمي لدينا والذي عفا عليه الزمن، حيث أن هذه الأساليب لم تعد موجودة إلا في دول قليلة متخلفة ومنها اليمن، ولا شك أن واحداً من أهم أسباب تخلفها أنها ما زالت تنتهج نفس الأنظمة التعليمية والتربوية القديمة التي لم يعد لها مكان في هذا العالم المتطور دوماً، ونتمنى أن نرى قراراً شجاعاً من أجل أبنائك الطلاب.