لم تعد شعبية "صالح" مرتبطة بمجرد فترة حكمة ال 33 عاماً، كما يعتقد هؤلاء البُلداء بل صارت مرتبطة بحنكة حكمته في إدارته للأزمة السياسة الأخيرة على امتداد الثلاث السنوات الأخيرة وكذا كارزميته الفطرية في التعامل مع أعيان المجتمع وعقلائه. هؤلاء لا يتساءلون عن سر شعبية الرجل وعن سبب كراهية الناس لهم على الإطلاق عمداً وعلماً وجهلاً، بل يتجهون دائماً نحو إطفاء القنديل الذي يكشف ظلاميتهم وزيفهم الثوري.. إنها عقدة النقص وقدرية إفلاس المراهنين على أموال العمالة والخارج ضد أوطانهم وخيانتهم التآمرية ضد عفاش! أثق تمام الثقة بأنهم معصوبي الأعين يقاتلون عفاش بالظلام، حيارى وسكارى ومهزومي الحجة والفضيلة وبما يجعلهم عرايا الحقد والفشل مكشوفي العمالة والفساد، لا يزيدونه إلا رمزية للروح اليمنية الطبيعية ولا يقدمون له إلا مزيداً من التواصل الشعبي وكثيراً من التعاطف والإعجاب الشعبي! صارت الناس تقول "سلام الله على عفاش" لأنها تعي بوعيها بشاعة "حرب الشلة على عفاش" وتعلمت مع المسلسل الطويل من الافتراءات والتعامل مع الخارج لهؤلاء الذين صنعوا منظومة الفساد في البلاد وجاءوا محمولين ببغاوات الإخوان كثوار شرفاء وقادة عظماء ومن ثم ليأتوا معهم بحكومة مماليك فاشلة وفاسدة يترأسها باسندوة ومقاولي الفساد والإرهاب! الناس تعي جيداً ما يدور وهؤلاء سخرة لأرباب الفساد في غيهم يعمهون..يواصلون لعبة القاء اللوم وبث الشائعات ونشر الأكاذيب بلا ملل أو كلل حتى صار الناس يتقيؤون هذه النغمة بين فضيحة فشل هنا وفضيحة تورط هناك. لم يفهم هؤلاء ولن يفهموا بأن الشعب في عام 2011 لم يكره علي عبدالله صالح لشخصه ولكن لنظامه، للمافيا الواسعة التي قتلت الرجال والقيادات على امتداد 40 عاماً ونهبت الاموال وأقصت بالحيل شركاء البلاد والوحدة، الناس رفضت نظامه لهؤلاء الفاسدين الذين عاثوا في التاريخ السياسي اليمني فساداً وفتنة وعمالة ليأتوا هؤلاء فجأة في ساحات التغيير عقب جريمة "جمعة الكرامة" مجهولة المجرمين والفاعل ليرتدوا بين تبريكات مماليكهم من الإخوان جلباب النزاهة والشوف والثورية! هؤلاء الدجالون من أسياد الفساد والإخوان، لا يريدون إلا قتل "عفاش" ليعيشوا هم أسياداً على الشعب اليمني، وعبيداً للعواصم التي ستجني خيرات البلاد لها ولن يهدأ لهم بال ما دام "عفاش" يطفئ بهرجهم ويتصدى لمشروعهم التآمري مع الخارج في مؤامرة "الربيع العربي" ولن تستكين مكائدهم ومحاولاتهم حتى يصفو لهم الجو والبلاد لمواصلة شرهم في النظام السابق مع رئيس هزلي جديد بصورة أو أخرى. ولن أبالغ بأن لحظة الدجل الثوري الآن وبعد ثلاث سنوات قد أفرزت مع عقلية الإخوان أذكى ثورة في التاريخ بحيث إننا نصل معها إلى لحظة دراماتيكية في حال إذا ما تقدم بها "عفاش" جدلاً للانتخابات الرئاسية في منافسة خصومه المتأثورين "محسن وحميد والزنداني والحوثي" فإن عفاش سيحصد أكثر من 70 % من أصوات الشعب بينما هم سيحصدون مجتمعين ما تبقى من الأصوات التي تمثل وزنهم الحقيقي لهؤلاء الموظفين والغاضبين والمغسولة عقولهم تحت وطأة التأليب والتدليس السياسي. في ظل هذا الوضع الزائف وغياب أي دور فعال للنخب الثقافية المتساقطة بوعيها الضيق في المزاد السياسي، فقد صار بقاء علي عبدالله صالح مطلبا وطنيا وصماما رئيسيا لبقاء التوازن الصحي ومنع وصول هؤلاء العملاء ونجاح مؤامرة الربيع الأمريكي المستهدف لليمن وطناً وعقيدة في الخديعة الكبرى في هذا الزمان. إن "سلام الله على عفاش" ليست تقليعة بلطجية كما يعتقد هؤلاء بل صارت حقيقة جماهيرية ملموسة صنعتها أكاذيب وتفاهات خصومه وصارت نبضا شعبيا متزايدا يؤرق مزاج هؤلاء وتذكرهم بواقع فشلهم ومرارة هزيمتهم وعدم اكتراث الشعب اليمني لهؤلاء الدجالين والمغفلين في كنف الأحقاد والوهم. الخلاصة: إن هؤلاء متخبطين أفقد الله بصرهم وبصيرتهم ولا يقودون أنفسهم إلا من هزيمة إلى أخرى ويسوقون "عفاش" من حيث لا يعلم من نجاح إلى تقدم إلى نصر.. وليمدد "عفاش" ولا يبالي . ويكفي الحر شرفاً بأن يعارض هذا الرجل رئيساً لنظام وأن يقف معه بين العواصف "صماما" ضد الخديعة..والحر لا يرضع من قلمه.