القرآن يصف بيت العنكبوت بالوهن، كما في الآية:" مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء، كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون".. وفسَّر المفسرون معنى الآية بأن لا بيت أوهن وأقل وقاية للحر والبرد من بيت العنكبوت، والمشركون الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله أولياء يرجون نصرها ونفعها، كمثل العنكبوت التي اتخذت بيتاً لنفسها ليكنَّها فلم يغن عنها شيئاً عند حاجتها إليه.. وقال الفراء: في هذه الآية ضرب الله بيت العنكبوت مثلاً لمن اتخذ من دون الله ولياً، أنه لا ينفعه ولا يضره، كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حراً ولا برداً.. فالوهن في لغة العرب- وكما في هذه الآية- هو الضعف، والعنكبوت مفرد، والجمع عناكب، والعنكبوت يذكَّر ويؤنث، والتأنيث هو الأكثر، ويذكرها بعض العرب، ومنه قول الشاعر: "على هطَّالهم منهم بيوت... كأن العنكبوت هو ابتناها". فتعالوا ننظر كيف فسرها أصحاب الإعجاز العلمي في القرآن تفسيراً يناقض نص الآية، ويناقض ما فهمه العرب، وما فهمه المفسرون.. في نافذة الإعجاز بموقع جامعة الزنداني، يقولون: كشف مئات العلماء، بعد دراسات مكثفة حول العنكبوت، استغرقت عشرات من السنين أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وأن خيط العنكبوت- على دقتها الشديدة- أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات، هي أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، نسيج أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، فحبل سميك بحجم أصبع الإبهام من خيوط العنكبوت يمكنه حمل طائرة "جامبو" بسهولة.. هكذا، دون أن يذكروا أي علم وأي علماء، قالوا بهذه المجازفة.. فالقرآن يصف بيت العنكبوت بالوهن، والضعف، وهؤلاء المعاجزون يقولون إن العلم الحديث قد قال إن خيطاً واحداً من خيوط بيت العنكبوت أقوى عشرين مرة من خيط فولاذ بحجمه.. وفي قرآن الله، ولغة العرب يطلق العنكبوت على المذكر والمؤنث، ويقول المعاجزون: قصد العلماء الغربيون أن المقصود هو الأنثى لا غير.. وإن الوهن ليس في خيط العنكبوت، بل في بيته، وكأن البيت ليس مجموع خيوطها. خذوا أيضاً مثالاً آخر نسوقه الآن وإسرائيل تجتاح غزة: قالوا إن في القرآن إعجازاً علمياً عن نشوء دولة إسرائيل القوية، زعموا أن القرآن قال لبني إسرائيل إنكم ستفسدون في الأرض مرتين، ثم "لتعلُن علواً كبيراً".. وإسرائيل اليوم في علو كبير، إذاً هذا إعجاز قرآني، وعلينا- وفق منطق المعاجزين- التسليم بالقدر المقدور!