لو نحينا المصلحة الوطنية فيما يجري وسلمنا بأن دعوة الحوثي للتظاهر ضد الجرعة ومطالبتهم بإسقاط الحكومة هدفها تحقيق مكسب سياسي لأنصار الله فإن الدعوة للاصطفاف مع الجرعة والتظاهرات المؤيدة للحكومة الفاسدة هو خسارة سياسية للداعين إليها، ولا يفترض بعاقل أن يسعى إلى الخسارة بقدميه ويرفع لافتات الغباء بملء إرادته، ويصرح مرة أخرى بعد أربعة عقود تخفيض الراتب واجب. الاصطفاف للجرعة والتهليل لفساد الحكومة نكاية بالحوثي سيدفع بالجماهير الجائعة باتجاهه والالتفاف حوله، وسيكون مكسب الحوثي من غباء دعوتكم إلى اصطفاف الجرعة أكبر بكثير من مكسب ذكائه في الدعوة إلى مناهضتها.