أجمع برلمانيون وسياسيون وإعلاميون ونشطاء مجتمع مدني في بلادنا على ضرورة الاستجابة لدعوة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية إلى اصطفاف وطني واسع لتجاوز ظرف زمني عصيب ومواجهة تحدٍ غير مسبوق تمر به اليمن، معبرين عن تأييدهم لدعوة الرئيس الجمهورية بهذا الخصوص ومساندة أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يواجهون عناصر التخريب والإرهاب في محافظة صعدة. كما حثوا الأحزاب والقوى السياسية في السلطة والمعارضة على التحلي بالمصداقية والوضوح وإيثار المصلحة الوطنية العليا على ما دونها من المصالح الضيقة، والتخلي عن المكايدات السياسية في هذه المحنة. الصوفي: دعوة الاصطفاف فتحت الطريق أمام الأحزاب لكسب قلوب الناس واعتبر باحثون وسياسيون دعوة رئيس الجمهورية مؤخراً القوى السياسية للاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات التي تواجهها اليمن بما فيها فتنة الحوثية في بعض مديريات صعدة، فرصة ثمينة لكافة القوى السياسية لإظهار ولائها للنظام الجمهوري، والتزامها بأهداف الثورة اليمنية. مشيرين في هذا الصدد إلى أن دعوة رئيس الجمهورية للأحزاب السياسية بالاصطفاف الوطني فتحت الطريق أمام تلك الأحزاب ليس فقط إلى مقاعد الحكومة ولكن إلى قلوب الناس. أمين عام المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية أحمد الصوفي قال: إن رئيس الجمهورية بهذه الدعوة لايزال يتبع استراتيجية التسامح الوطني والتعايش السياسي، مشيراً كذلك إلى أن رئيس الجمهورية أراد بدعوته تلك إشراك القوى السياسية ليس في النصر القادم إن شاء الله؛ وإنما أراد أن يجعلهم شركاء في مجده الشخصي. وقال: وهذا في اعتقادي ذروة الدهاء السياسي؛ مما أعطى هذه الدعوة والعيد نكهة أخرى ومذاقاً آخر كان فيه الرئيس علي عبدالله صالح يستكمل مهمات نسيها ثوار سبتمبر. الاصطفاف في ساحة صعدة ويرى أمين عام المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية أن الرئيس ظهر في دعوته الأخيرة للقوى السياسية إلى الاصطفاف الوطني؛ ظهر قادراً على فرض معيار التفوق على المناكفات السياسية بدعوته أحزاب اللقاء المشترك إلى اصطفاف وطني يمكنهم من التقدم على المؤتمر الشعبي العام خطوة إلى الأمام ولكن في ساحة صعدة وليس ببيانات وتصريحات ووثائق إنقاذ تبحث عن من ينفذها - حد تعبيره. حجر: فرصة للالتفاف حول القوات المسلحة من جانبه قال الدكتور زيد علي حجر: سارعنا لإنشاء هيئة وطنية لمساندة أبناء القوات المسلحة والأمن والنازحين المتضررين من أبناء صعدة تجاوباً مع دعوة رئيس الجمهورية للاصطفاف الوطني، ولشعورنا بالمسئولية الوطنية تجاه الوطن وأبناء القوات المسلحة الذين يقدمون أرواحهم فداء لأمن البلاد. مشيراً إلى أن الهيئة الشعبية المستحدثة سوف تعمل على التذكير بالواجب الوطني تجاه القوات المسلحة والنازحين وضحايا الحرب. وحث رئيس الهيئة الوطنية للمساندة الشعبية الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني على الالتفاف حول القوات المسلحة. داعياً القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية إلى تحري المصداقية في نقل أحداث صعدة وعدم الانجرار وراء تضليل عصابة الحوثي. الأحمدي: تواطؤ القوى الوطنية مع الفئة الحوثية الغاشمة غير لائق وقريباً من رأي أحمد الصوفي يرى الباحث والكاتب الصحافي عادل الأحمدي: ان دعوة الرئيس الصادقة لاصطفاف جميع القوى الوطنية في اليمن جاءت دليلاً على حرص الرئيس على أن يقطف الجميع أزهار النصر في صعدة قريباً. وفي افتتاحية موقع (نشوان نيوز) الذي يرأس تحريره حث الأحمدي الأحزاب السياسية على الاستجابة لدعوة الرئيس قائلاً: هي دعوة من الواجب عليهم عدم تفويتها؛ لأن شعبنا قرر أن يلفظ هذه الفئة الحوثية الغاشمة، وسيلفظ ولا شك كل من يتواطأ أو يتهاون معها، وهذا ليس لائقاً بقوى وطنية مازلنا نؤمل فيها الخير، ونحسب عقلاءها لم يزل رأيهم مهاباً وصوتهم مسموعاً. اختبار وفيما تبدو أحزاب المعارضة وخاصة تحالف (المشترك) أمام اختبار وطني حقيقي؛ يجمع كتّاب وسياسيون بأن الواجب والمسؤولية الوطنية تفرض على الجميع الاستجابة لهذه الدعوة المنطلقة من حرص فخامة رئيس الجمهورية على تحمل الجميع في الوطن مسؤوليتهم؛ باعتبار أن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره وسكينته العامة ومصالحه العليا مسؤولية الجميع دون استثناء. القاضي يحث الأحزاب على المصداقية وينتقد (الازدواجية) من جانبه دعا النائب شوقي القاضي كل الوطن لمساندة أبناء القوات المسلحة، مؤكداً: ان اليمن تمر بظرف حرج وصعب يستدعي اصطفاف كل القوى السياسية وكل الفئات والمكونات كون الجميع على سفينة واحدة «وإذا تعرضت لنكبة فلن ينجو من ذلك أحد». ورغم تأييده دعوة الرئيس للاصطفاف الوطني وتضامنه معها وتأكيده على أن المرحلة تستوجب التعامل معها بنفس وطني خاص بعيداً عن المناكفات، شدد النائب عن الدائرة (03) في محافظة تعز شوقي القاضي على ضرورة تحمل كل طرف مسئوليته بنسبة صلاحياته وإمكانياته. داعياً رئيس الجمهورية إلى اختيار الفريق الناصح في المؤتمر الشعبي العام، ملوحاً إلى أطراف في مكون النظام يعتقد أن لهم مآرب أخرى. وأضاف: «وبالتالي فإن المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم يمتلك الصلاحيات والإمكانات، ولذا عليه أن يبادر بدرجة أكثر». وضمن تأييده لدعوة الاصطفاف حث القاضي كل الأطياف والقوى السياسية على امتلاك المصداقية والموضوعية بعيداً عن أية مناكفات أو شعارات، وقال: «وفي نفس المقام يجب على الأطراف الأخرى سواء في أحزاب المشترك أم غيرها أن تقترب أكثر بمثل المصداقية التي يبديها الحزب الحاكم». وتطرق البرلماني الإصلاحي إلى إشكالية أخرى يعتقد أنها تحول دون تحقيق اصطفاف أو توافق سياسي وطني قال إنها تتمثل في ما أسماها بالمكونات المزدوجة والتي يحمّلها البعض أسباب تعثر الحوارات السابقة. وأضاف: «هذه المكونات التي ليس من مصلحتها تحقيق أي توافق سياسي وطني، ليس ببعيد في علم السياسة أن يكون هؤلاء هم المستفيدين من إرباك الوضع». وإلى ذلك قال علي ناجي الرعوي، رئيس تحرير صحيفة «الثورة»: إن دعوة رئيس الجمهورية للاصطفاف الوطني تؤكد أن الاصطفاف بات مطلباً وطنياً وإن كان مطلوباً في كل المراحل فإنه يصبح ضرورة حتمية في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر فيه اليمن بتحدٍ غير مسبوق. ويؤكد الرعوي أن مواجهة مثل هذا التحدي يوجب على كل يمني وفي المقدمة منهم القوى السياسية والحزبية التي تساءل الرعوي قائلاً: «إن لم تقف اليوم موقفاً صادقاً وواضحاً مع الوطن؛ فمتى ستقف مع هذا الوطن؟!». قطار الاصطفاف وأضاف: نعتقد أن من موجبات الانتماء الوطني أن تتخلى هذه الأحزاب والقوى السياسية المتخاذلة والمتذبذبة عن مواقفها السلبية، موضحاً أن الوطن يمر بمرحلة لا تحتمل المواقف الرمادية أو إمساك العصا من المنتصف. مشدداً على ضرورة اتخاذ موقف واضح، وقال: «من لم يلحق بقطار الاصطفاف؛ فإن هذا القطار سيفوته، وسيكون هو الخاسر والنادم في الأخير يوم لا تنفع فيه الندامة».