الذين يشيعون أن المؤتمر الشعبي العام، ينحاز، أو يؤيد، أو يدعم، أو يتحالف، مع حركة أنصار الله، هم أنفسهم الذين أعلن الإرهابيون تحالفهم معهم، والحرب إلى جانبهم، في عمران، ومؤخرا في الجوف، وهم أنفسهم الذين أعلنوا غير مرة أنهم مضطرون إلى حشد الدواعش إلى جانبهم، ولذلك فإن ما يشيعونه عن علاقة مزعومة بين المؤتمر وأنصار الله، يراد به التغطية على اصطفافهم غير الوطني مع الإرهابيين.. إن العلاقة بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ليست جيدة، لأسباب مفهومة، وهذا رئيس المجلس السياسي لأنصار الله، قد ردد أمس نفس الشتائم والاتهامات التي كان الإخوان في حزب الإصلاح وحلفائه يكيلونها لقيادة المؤتمر، ليؤكد أنهم جميعا يقفون على أرضية واحدة في مواجهة المؤتمر الشعبي. لقد شاهدنا شعار المؤتمر مرفوعا في جمع ومسيرات حركة أنصار الله، ومن الحمق المسارعة إلى الاستدلال أن المؤتمر ينحاز، أو يؤيد، أو يدعم، أو يتحالف، مع حركة أنصار، أو "قد حسم أمره" حسب التعبير الذي ورد في قناة فضائية عربية.. لن نستبعد احتمال أن يكون هناك بعض أعضاء المؤتمر يشاركون أنصار الله مطالبهم، مثلهم مثل غيرهم من أعضاء الأحزاب الأخرى، إذ تلك المطالب مشروعة.. ومع ذلك لم تستبعد الاحتمالات الأخرى، وهي أن الذين رفعوا شعار المؤتمر هم من الخصوم السياسيين للمؤتمر الشعبي، بقصد الاستفادة من سمعته وجماهيريته، أو بقصد الكيد له، والإساءة إليه لتحقيق مكاسب قذرة في هذا الوقت الملتبس، خاصة وأن هناك أطراف سياسية معروفة تعتقد أن لديها ثأر مع المؤتمر الشعبي، فتتعامل معه على أساس الخصائص التي تتميز بها، كالكيد والتشويه والحقد والشائعات والكذب. نعتقد إن الذين يتحدثون عن ذلك التحالف المزعوم، مغيظون من رفض المؤتمر الشعبي الاصطفاف إلى جانبهم ضد خصومهم الآخرين، وعندما وجدوا أن المؤتمر الشعبي، يقترح مشروعاً لمصالحة الوطنية لا تستثني أحداً، يؤسس عليها اصطفاف وطني، وعندما وجدوا أن المؤتمر يكرر تأكيده عدم القبول بتحالف مع طرف ضد طرف آخر، خاصة في الصراع الدائر بين حزب الإصلاح وأنصار الله، ودعوته بضرورة نبذ العنف والاقتتال، والاحتكام إلى العقل، والكف عن التحريض الطائفي والمذهبي، وحل الخلافات بالحوار، بما في ذلك ما يتعلق بالأزمة التي استجدت مؤخرا.. فإنهم يجدون في هذه اللغة الراقية والموقف الذي يقدم الصالح العام، مدخلاً للدس والكيد والتدليس حول تحالف مزعوم، تماماً مثلما زعموا أن قيادة المؤتمر زودت أنصار الله بطائرات حربية!