الإرهابيون مستمرون في قتل جنود وضباط، وتصفية موظفين عموميين بدعوى العمالة لأمريكا، والتجسس.. والإرهابيون يقاتلون إلى جانب مليشيات حزب الإصلاح في الجوف، وينشطون بين القبائل للتجنيد، ويعززون معسكراتهم، ويجهزون السيارات المفخخة، ويهددون بمفاجآت، وأكدت صور الملثمين والجندي الذي توعد المعتصمين بالذبح صحة المعلومات عن اختراق الإرهابيين لقوى الأمن والجيش من خلال حملة تجنيد عشرات الألوف من ساحات الأزمة عامي 2011و2012.. هذا، والرئيس يريد التعبير عن غضبه من أنصار الله، فيرسل طائرات تضربهم في الجوف، ويهاجمهم بكلام يسر خاطر الإرهابيين، من حيث لا يدري ولا يقصد، ولا واحد من مستشاريه يشير عليه بتجنب ذلك. سمعت أستاذنا محمد المقالح يقول إن الرئيس في خطاباته الأخيرة ادَّعى أن أنصار الله طردوا السلفيين من دماج، وفعلوا في حاشد وعمران، ويفعلون في الجوف، وهو بذلك يستدعي الإرهابيين ضد أنصار الله.. لا أعتقد أن الرئيس يقصد بذلك استدعاء الإرهابيين، بل الأمر يتعلق بسوء تعبير رئيسٍ تملكه الغضب، إذ إن الإرهابيين مستنفرون في مواجهة أنصار الله على الدوام، بوصفهم زيوداَ روافض، وقد سبق أن نفذوا عشرات الهجمات الانتحارية ضد أنصار الله منذ عام 2010، وإلى يوم الله هذا، وهم يقاتلونهم في الجوف، ومن المحتمل أن يشنوا هجمات على تجمعاتهم في العاصمة، بهدف تفجير الأوضاع في البلاد، بل إن الإرهابي جلال بلعيد أكد ذلك، ومعروف أن أفضل فرص يحصل عليها الإرهابيون عادة تتم وقت الأزمات، وفي ظل الأوضاع المتدهورة. يدرك الرئيس أن أنصار الله خدموه في المناطق التي لهم فيها نفوذ، حيث تكاد تخلو من الإرهابيين، وخدموه بوضع حد لمشكلة دماج وكتاف التي ظلت تؤرق الحكومات اليمنية والإقليمية والدولية زمناً طويلاً، ولا نعتقد أن ما قام به أنصار الله في كتاف ودماج كان بغير رضا من الرئيس، ودون ضغط أو ضوء أخضر من أطراف إقليمية، كما خدموه باستعادتهم عمران إلى حضن الدولة، وهم يخدمونه اليوم في الجوف من خلال القضاء على الدواعش.. ولذلك لا مبرر للقول إن أنصار الله طردوا السلفيين من دماج وفعلوا ما لا يسر في عمرانوالجوف، فالمؤكد أن ذلك قد سره، ويسره.. ولكنه الغضب، وقد تستدعي السياسة "قلب ظهر المجن" لبعض الوقت.. ومع كل هذا نتمنى على مستشاري الرئيس تنبيهه إلى تجنب أي عبارة تخدم الإرهابيين، ويتخذونها ذريعة إضافية لأي هجمات محتملة ضد أنصار الله في العاصمة، ثم يقولون: قد قال الرئيس هادي!