دعا الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، كلَّ القوى السياسية المتصارعة إلى تحكيم العقل والمنطق والجلوس على طاولة الحوار والابتعاد عن العنف والصدام، مشيراً إلى أن البلاد تعيش في وضع سيء لا تُحسد عليه. مجدداً إدانته وإدانة المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أيَّ استهداف لمؤسسات الدولة، كونها ملك الشعب وليست ملك حزب أو جماعة أو فئة. وأوضح الزعيم أن المطلوب من أنصار الله عدم الاعتداء أو الاستيلاء على المؤسسات، وألَّا يسلكوا السلوك الذي حصل في عام 2011م عندما كانوا يحتلون مؤسسات الدولة مثل وزارة الصناعة ووزارة الإدارة المحلية والهيئة العامة للمساحة وأراضي الدولة وشركة الطيران ومؤسسة المياه ووكالة سبأ للأنباء، وهي دعوة للجميع بأن يتجنَّبوا الصِّدام واحتلال وتدمير المؤسسات، وأن يوقفوا إطلاق النار ويلجأوا للحوار، والالتزام بما توصل إليه الناس من حوارات ومخرجات لهذه الأزمة، وما تُبذل من جهود، سواءً من مستشاري الرئاسة أو من قبل المبعوث الأممي جمال بنعُمر. جاء ذلك في الكلمة التي تحدث بها الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، أمام الإخوة أعضاء مجلس النواب والعلماء والمشايخ والأعيان والوجهاء والشخصيات الاجتماعية، والشباب وقيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، الذين وصلوا للتعبير عن تضامنهم مع الزعيم ومع المؤتمر الشعبي العام، ومؤيدين دعوته لكلِّ أطراف الصراع لنبذ العنف والتخلي عن لغة القوة والرصاص واللجوء إلى الحوار، ومعلنين إدانتهم الشديدة لمسلسل التآمر الخبيث الذي يستهدف الزعيم والمؤتمر والوطن بشكل عام. وحذَّر الزعيم في كلمته من محاولة كسب الوقت بغرض أن توصل الأطراف المتصارعة الرسائل التي تريدها على حساب تدمير المقدرات وقتل الأبرياء، مشدداً على أهمية اللجوء إلى الحوار من الآن، لأنه مهما اشتد العنف والصراع فلا بد أن يجلس المتصارعون على طاولة الحوار. وفي هذا الصدد دعا الزعيم أبناء شبوة الأباة، مشايخ وأعياناً وشخصيات اجتماعية وشباباً، إلى الابتعاد عن أي صدامات وأن يلجأوا إلى الحوار في ما بينهم، فمصلحتهم تكمن في الحوار لأن منطقتهم حساسة كثيراً، ففيها المنشآت النفطية والغازية ومنابع النفط، والتي تحتاج إلى أمن وأمان وتفاهم، بعيداً عن الصراعات، وهذه المنشآت والثروة هي ممتلكات شعب، الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى لأبناء شبوة الواعين والمخلصين والصادقين المؤمنين، الذين يرفضون كلَّ أنواع العنف. وجدد الزعيم دعوته إلى وقف العنف في كل أنحاء اليمن، متمنياً أن يتم التوصل إلى تسوية سياسية مع الأطراف المتصارعة، وألَّا يطول الوقت للوصول إلى هذه التسوية، فقد أقلقوا العاصمة وأقلقوا المواطنين وأخافوا الأطفال والنساء، مستشهداً بأن صنعاء لم تتعرض لما تتعرض له اليوم حتى في حصار السبعين يوماً عام 67-1968، فقد كان الصراع في محيط العاصمة، واليوم الصراع يدور في شوارع صنعاء، وهذا من المعيب، ولا بد للعقلاء والخيِّرين أن يؤدوا دورهم، وأن يكون صوت العقل هو الحاسم. وشكَرَ الزعيم أبناء محافظة شبوة على موقفهم الصادق وإدانتهم للحادث الإجرامي الخبيث المتمثل في حفر النفق، والذي يأتي استمراراً لمسلسل الحوادث الإجرامية في الماضي. مقدِّراً لهم تجشُّمهم عناء السفر والوصول إلى صنعاء.. مثمناً مشاعرهم الصادقة التي عكست ألمهم وأسفهم الشديدين لما تشهده البلاد عموماً والعاصمة خصوصاً من أوضاع سيئة واقتتال وعنف لا يستفيد منه سوى أعداء اليمن. وكان ناصر باجيل، عضو مجلس النواب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة شبوة، قد ألقى كلمة في بداية اللقاء باسم كل المؤتمريين في شبوة، مديناً الجريمة الآثمة التي كانت تستهدف الزعيم، وحالت دون تنفيذها عناية الله ولطفه بالزعيم وبالوطن. مطالباً الأجهزة الأمنية بالكشف عن المتورطين في هذه الجريمة النكراء. وقدَّم ناصر باجيل باسم كل المؤتمريين والأطر التنظيمية للمؤتمر في شبوة التهاني والتبريكات للأخ الزعيم ولقيادات وهيئات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام بمرور الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، الذي أسسه الزعيم القائد بأساس متين هو الميثاق الوطني، الدليل النظري والفكري للمؤتمر والمجسد للاعتدال والوسطية الذي ينبذ كل النعرات المناطقية والمذهبية والسلالية. مؤكداً ثبات الجميع على نهج المؤتمر، ومساندين لموقف الزعيم واللجنة العامة في الوقوف مع الشرعية الدستورية بزعامة رفيق درب الزعيم الأخ المناضل عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، وتأييدهم لكل القرارات التي يتخذها والتي لا تتعارض مع الثوابت الوطنية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. ثم ألقى الشيخ زين الله أحمد شيخ دحنان كلمة المشايخ والشخصيات الاجتماعية في محافظة شبوة، دان فيها محاولة الاغتيال الآثمة التي قامت بها أيادي المكر والإجرام بحفر النفق التآمري إلى منزل الزعيم. مؤكداً بأن كل أبناء شبوة يعلنون اليوم أمام هذه الهامات الوطنية ومن هذا المكان تأييدهم لدعوة الزعيم لكل المتصارعين أن يغلِّبوا مصلحة اليمن على ما عداها من المصالح، وأن يلجأوا للتفاهم عبر الحوار وترك لغة البنادق، وأن يحافظوا على الوحدة اليمنية التي تعتبر أهم المكاسب الوطنية لكل اليمنيين، فالوطن يتسع الجميع. شاكراً للزعيم علي عبدالله صالح كلَّ مواقفه الوطنية الخيرة التي يشهد له بها العالم أجمع. ثم ألقى الأخ الشاعر سالم سالمين بالخسل قصيدة شعرية نالت الاستحسان. تلا ذلك كلمة أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي ألقاها الأخ علي عوض البتراء، أشار فيها إلى أن هذا اللقاء لأبناء محافظة شبوة مع الزعيم القائد يأتي في ظل أزمة خانقة تمر بها اليمن وفي ظل ظروف استثنائية أكدت للجميع عظمة الفارس الحكيم الزعيم علي عبدالله صالح، وكأن لسان حال اليمن يقول: (وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر)، والذي شاء الله أن يتولى قيادة البلاد في الفترة الأشد حرجاً في تاريخ اليمن، وكتب الله له شرف التضحية من أجل الوطن مرتين، الأولى عند استلام السلطة، والثانية عند تسليمها. وأشار البتراء إلى أن كل ما يُمارس على الزعيم من إساءات ومؤامرات بهدف النيل منه واستهداف حياته فهي تزيد من رصيده الناصع خلال فترة حكمه الحافل بالمنجزات في مجال الطرق والجامعات والمدارس والموانئ والمستشفيات، وما الطرق الممتدة من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه إلا دليل ناصع على عظمة ما أنجزه الزعيم، وأن من يتنكروا لها اليوم لا يستطيعون طمس تاريخه ومنجزاته. لقد كان الأمن والأمان والاستقرار والتسامح هو العنوان الرئيسي لمرحلة تاريخية هامة كان ينعم بها الوطن اليمن الغالي. مشيراً إلى أن أبناء الوطن قد ملُّوا من الفوضى والتسيُّب والانفلات، وليس هناك أي إنسان في وطننا لا يريد أن يعيش في ظل دولة قوية وحازمة تضمن لكل مواطن حقوقه وتقدم له ما يجب عليها من الرعاية والخدمات وتحقق له الأمن والأمان، إلا أولئك الذين يحاولون أن يجعلوا من أنفسهم أوصياء على الشعب وأن يكونوا هم الدولة وأصحاب القول الفصل في كل أمور الشعب. إننا، اليوم، نجدد رفضنا وإدانتنا لكل أعمال التقطعات والاختطافات وأعمال الإرهاب والعنف وإقلاق السكينة العامة، ونؤكد وقوفنا مع أمن واستقرار الوطن.. متمسكين بالقيم والمبادئ التي ناضلنا من أجلها وسطَّرنا فيها أقوى المواقف البطولية دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة. ثم ألقى الشاعر إبراهيم أحمد سالم النسي قصيدة شعرية استعرضت الأوضاع القائمة، نالت استحسان الحاضرين. وفي كلمة العلماء والخطباء والمرشدين، التي ألقاها الشيخ مبارك حسن القرموشي، قدَّم أسمى آيات التهاني للأخ الزعيم بمناسبة مرور 32 عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي انبثق من رؤية وطنية خالصة وعلى نهج وطني صادق، وعلى أسس من كتاب الله وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والذي به قاد الزعيم علي عبدالله صالح الوطن في فترة كان اليمن يعيش فيها معترك الصراعات، وتمكَّن بفضل القيادة الحكيمة أن يتجاوز اليمن كل المحن والصعاب، وتمكَّن الزعيم من إرساء قواعد العدالة والتقدم والازدهار، وما المدارس والمعاهد والجامعات والطرق وشركات النفط والمعادن وكثير من المشاريع العملاقة، مثل ميناء عدن وميناء بلحاف والكثير الكثير من المنجزات، إلَّا شاهد حي على عطاء الزعيم القائد والتي لا ينكرها إلا أصحاب النفوس المريضة وأصحاب النظارات السوداء، وأن ما قدمه الزعيم من جهد في سبيل رفعة اليمن وعزته سيظل التاريخ يسجله بأحرف من ذهب، خاصة وأن اليمن في عهده تجنَّب عصر الانقلابات والتآمرات، وترسَّخ نهج الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وللمشاركة الشعبية، منطلقين من قوله تعالى ((وأمرهم شورى بينهم))، ومن شواهد التاريخ للزعيم أهم إنجاز في تاريخ اليمن المعاصر هو تحقيق الوحدة اليمنية في 22 من مايو عام 90م. وأضاف الشيخ مبارك القرموشي بأن حكمة الزعيم جنَّبت اليمن واليمانيين أشد محنة وأشد فتنة في تاريخ اليمن عندما وقع على المبادرة الخليجية، وأن هذا يدل على حكمته وشجاعته وحرصه وحبه للوطن والشعب، وأن ما قامت به خفافيش الربيع العربي في عام 2011م من إدخال البلاد في دوامة من الصراعات والفوضى والانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي وغيرها من المشاكل التي لا يحمد عقباها إلا دليل على أنهم يلهثون وراء مصالح ضيقة وعمالة خارجية، وأننا اليوم نعيش في أسوأ مرحلة عرفتها البلاد، لأنهم أثاروا النعرات الطائفية والمذهبية ويجروننا إلى هدم كل ما بُني خلال 33 عاماً. وخاطب الزعيم قائلاً: فخامة الزعيم، باسمي وباسم كل خطباء محافظة شبوة ندين المحاولة الإجرامية للنفق المظلم الذي قامت به خفافيش الظلام، والذي استهدفكم وأسرتكم، بل وقيادة المؤتمر الشعبي العام والوطن بأكمله. وما هذا العمل الإجرامي إلا دليل على تلك النفوس المريضة والحاقدة على كل شيء جميل، في هذا الوطن، ورغم محاولاتهم الانقلابية الإجرامية ومن دلالات قدرة الله سبحانه وتعالى أن نجَّاكم وأنقذ الوطن من فتنة هؤلاء الظالمين، وصدق الله تعالى القائل (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، وأن هؤلاء أرادوا لك الهلاك ولكن الله أنقذك وأنقذ الوطن بأكمله، وأن حادث هذا النفق هو امتداد للحادث الإجرامي الذي استهدفكم واستهدف قيادة الدولة في جامع النهدين بدار الرئاسة، وباسمي وباسم العلماء والخطباء في محافظة شبوة ندين كل الأعمال الإجرامية التي لا يقرها دين ولا عرف؛ لأنها لا تصدر إلا من أصحاب النفوس المريضة ومن دعاة السوء والفتنة، وصدق رسول الله حينما قال (الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها). حضر اللقاء الأخ عارف الزوكا، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، والأخ عوض محمد الوزير، عضو اللجنة العامة، والقاضي أحمد عبدالله الحجري، عضو اللجنة العامة.