* وحالة الفراغ الدستوري الحاصلة إلى أين؟ - شعبنا اليمني العظيم يعش أكثر من 16 يوماً لا رئيس دولة ولا رئيس حكومة، وكل مواطن يعي مسئوليته للحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا الوطن، وكلهم يعتبرون أنفسهم مسئولين عن الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، ولكنْ هناك حوار يُجرى بين كل المكونات السياسية لحل هذه الأزمة. * هل حضرتك تعتقد أن هذه الخطوة من أنصار الله للسيطرة والانفراد بالحكم؟ - ادَّعى أنصار الله أنهم لا يريدون أن ينفردوا بالسلطة لوحدهم، وإنما يطلبون مشاركة كل القوي السياسية، ولكن هذا لا زال موضوع بحث بين كل المكونات السياسية. * ما هو المخرج الذي ترونه مناسباً لاستقرار اليمن من وجهة نظر حضرتك؟ - تتحاور كل المكونات السياسية وتبحث عن مخارج في إطار مخرجات الحوار الوطني ووثيقة السلم والشراكة والالتزام بالدستور النافذ. *موقفكم من حصار الرئيس والإقامة الجبرية للرئيس هادي؟ - نحن ضد فرض أي إقامة جبرية لأي مسئول كان، سواءً الرئيس هادي أو غير الرئيس هادي، فهذا يتنافى تماماً مع الديمقراطية. * كيف ترى المشهد السياسي لمستقبل اليمن؟ - الأزمة ستنفرج بالحوار بين كل القوى السياسية، والحل يمني ولن يأتينا حلّ من الخارج، وتجربتنا واضحة منذ 62 إلى حد اليوم أن الحلول الخارجية غير مجدية، سواء كانت منظمات أو دولاً غير ذات جدوى، فتجربتنا مع الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وحركة عدم الانحياز هذه بذلت وساطات في الشأن اليمني منذ 62 إلى حرب صيف 94 وهي غير ذات جدوى، ولكن الحل يأتي من اليمنيين أنفسهم بالتوافق من العقلاء والمخلصين والمحبين. * كان يُقال إن حضرتك تدعم الحوثيين في البداية، ما تعليقكم؟ - هذا كلام غير صحيح، وللأسف الشديد هذا الكلام من بعض العناصر المفلسة في الساحة السياسية اليمنية فتحمِّل فشلها على الآخرين. * في حوارات سابقة لكم ذكرتم أنكم لا تفكرون في العودة للسلطة رغم شعبيتكم وشعبية حزب المؤتمر؟ - أكيد، علي عبدالله صالح لا يفكر لا من قريب ولا من بعيد بالعودة للسلطة، ولا أحد من أقربائه. * يُقال إن أكثر الشخصيات المرشحة للرئاسة نجاحاً هو نجل سيادتكم العميد أحمد علي عبدالله صالح؟ - من حقه أن يترشح، لكن لا يفكر في الوقت الحاضر، وهذا من حقه طبقاً للدستور والقوانين، إذا أراد في المستقبل، فالترشح حق مكفول لكل مواطن. لكن في الوقت الراهن غير وارد. * العلاقات اليمنية المصرية في ظل سيطرة الحوثيين على اليمن كيف تنظرون إليها؟ - علاقة مصر واليمن علاقة أزلية وجيدة، ولا يمكن أن يكون هناك فيها أي شائب أو شيء يضر بهذه العلاقة. * ولكن إذا كانت هناك قوة تسيطر على مضيق باب المندب وتهدد مصالح مصر الاستراتيجية؟ - باب المندب منفذ بحري دولي لا يمكن المساس به من أي قوى سياسية في اليمن، أو من أي قوى دولية. * من يسيطر على باب المندب الآن؟ - باب المندب ممر بحري طبيعي، اليمن تطل عليه مثلها مثل جيبوتي وأرتيريا. * على الجهة اليمنية من يسيطر؟ - الجيش. * هل هناك تشاور بينكم وبين السلطات المصرية حول الأوضاع الراهنة في اليمن مؤخراً؟ - التواصل موجود، ولكن حول المتغيرات الجديدة لم نتواصل. * هل لمصر دور في اليمن مثلها مثل مجلس التعاون وبقية القوى الدولية؟ - مصر لها دور كبير منذ 62 وحتى اليوم، وهو دور كبير منذ ذلك التاريخ حين أرسلت 70 ألف مقاتل للدفاع عن الثورة اليمنية، وبعد انسحاب القوات المصرية في 67 بعد النكسة حدث تعاون يمني مصري آخر، حيث استبدل هذا الجيش المقاتل بجيش آخر وهو في مجال التعليم والثقافة وكان عددهم يفوق أكثر من 70 ألفاً من التعليم الأساسي وحتى التعليم الجامعي والفني، ولذلك الجميع يلاحظ أن ثقافة كل اليمنيين ثقافة قريبة من الشعب المصري. * اليمن سبقت مصر في التعامل مع القاعدة والإرهاب.. برأيكم كيف يمكن أن تفيدوا مصر بذلك؟ - نحن تعلمنا واكتسبنا خبرة من أشقائنا في مصر في محاربة القاعدة، ومساعدة دول أخرى كأمريكاوفرنسا وبريطانيا يفيدونا بالتقنيات والدعم اللوجستي، فهذا ما نستفيد من الدول الصديقة. * هناك ارتباط بين الإخوان في مصر واليمن وبين قاعدة مصر أنصار بيت المقدس وقاعدة اليمن، كيف تنظرون إلى ذلك؟ - أكيد هناك ارتباط، وهذا تنظيم دولي والإخوان المسلمون انطلقوا من مصر من أيام حسن البنا وسيد قطب، تنظيم عالمي وانتشر في كل الدول، وخرج من عباءة هذا التنظيم ما يسمى بتنظيم القاعدة والجهاد والسلفيين وتنظيمات أخرى موجودة في كل الوطن العربي. * هناك حديث على أن بعض العمليات الإرهابية التي يقوم بها أنصار بيت المقدس القاعدة في سيناء مخطط لها في اليمن، هل لديكم أي معلومات حول ذلك؟ - لا نعلم، ولا معلومات لدينا عن ذلك، ولو وجدت كنا نقلناها للأشقاء في مصر. هم يخططون للعمليات في مصر وينفذونها في اليمن، ويخططون لها في أفغانستان وينفذونها في اليمن، ويخططون في سوريا وينفذونها في مصر وهكذا.. هو تنظيم واحد. * ما هو مستقبل اليمن والخليج بعد الإعلان الدستوري، وهل ستظل تتلقى مساعدات منها؟ - ستظل علاقات اليمن والخليج جيدة، ولا مفر من أن تكون جيدة مهما تغيرت الأنظمة، فالكرسي دوَّار والعلاقات ثابتة. * هناك توتر في العلاقات بينكم علي عبدالله صالح وبين السعودية ما تعليقكم؟ - علاقة السعودية باليمن هي علاقة بشعب وليس بأشخاص، فالأشخاص يذهبون ويأتي غيرهم. * ولكن حضرتك تمثل شوكة توازن في تلك العلاقات؟ - علاقتي بالمملكة العربية السعودية جيدة وعلاقات جوار وإخاء ومصالح البلدين، فالمملكة قدمت في الآونة الأخيرة دعماً سخياً لبلادنا منذ بداية الأزمة في العام 2011م وانتقال السلطة في العام 2012م أكثر من 8 مليارات دولار في المجال الاقتصادي وخاصة في المشتقات النفطية. * هل تختلف استراتيجية الملك سلمان عن الملك عبدالله؟ - نحن لا نفرق فيها، وسياسة المملكة ثابتة تجاه اليمن منذ المراحل السابقة. * هل هناك تواصل بينكم وبين الملك سلمان؟ - هناك تواصل بين الدولتين اليمنية والسعودية. * هل هناك دور للدول الأجنبية في اليمن، الإماراتفرنساأمريكا، وغيرها من الدول هل لها دور في الصراع الحاصل في اليمن؟ - الصراع يمني يمني، واليمنيون يتحملون المسئولية. * هل يوجد دور قطري تركي في اليمن لدعم القاعدة في اليمن مثلما تدعمها في مصر ودول أخرى؟ - أنا أسمع مثل ما تسمعين أنتِ أن قطر متورطة ليس في اليمن وحسب، بل في كل دول الربيع العربي، وهي متورطة تماماً إلى جانبها المخابرات الإسرائيلية وكذلك تركيا وهي الأخف ضرراً في اليمن من قطر، وللأسف الشديد أننا لم نكن نتصور أن قطر تقف هذا الموقف السلبي من اليمن، لأن اليمن أقرب إليها وهي أقرب إلينا، وكان لقطر مواقف إيجابية في عام 94 خاصة في الجانب السياسي، أما الجانب الاقتصادي فالفضل هو للسعودية والإمارات والكويت وعمان. * متى يحصل اليمنيون على استحقاقهم الدستوري المتمثل في الانتخابات؟ - عندما تحل الأزمة، لأنه لا يمكن أن يكون هناك انتخابات ديمقراطية إلا بعد حل الأزمة، والمكونات السياسية لا تزال في حوار للوصول إلى حل، ونتمنى ألَّا تطول الفترة الانتقالية عن فترة 3 أشهر إلى 6 أشهر طبقاً للدستور والأعراف الدولية. * وصفت سابقاً حُكم اليمن أنه كالرقص على رؤوس الثعابين.. برأيك من يستطيع الرقص على هذه الرؤوس الآن؟ - الشعب اليمني، 25 مليوناً، كل واحد منهم يفكر كأنه رئيس، والمسألة بحاجة للتمسك بالدستور والقوانين، ومدد زمنية. الحكم في اليمن، تحدٍّ كبير، وأنا خلفت تجربة أتمنى أن تُدرس وتقيَّم ويستفيد منها كل حاكم يريد أن يقود هذا الشعب ويحقق له حداً من الاستقرار والتنمية والتطور، ويقلل قدر الإمكان من الصراعات. * ما حجم تضرركم من العقوبات الدولية؟ - القرار سياسي، وليس قراراً جنائياً؛ ومن وقفوا وراء استصدار هذا القرار هم اليوم من ندموا، وهم من وقعوا في ما سعوا إليه. * كيف هي علاقتكم بالرئيس عبدربه منصور هادي حالياً؟ - لقد دعمناه مرشحاً، ودعمناه رئيساً، وقد كان المؤتمر الشعبي العام هو الطرف الذي قبل كل ثمن فرضه عليه رئيس الجمهورية لكي يدعم التحول السياسي في البلاد، وحالياً، أتواصل معه كرئيس سابق، مثلما أتواصل مع كل القيادات التي كانت بيننا علاقات. * لكن هل خسر المؤتمر هذه القيادات، ومن ضمنها الإرياني وكثير غيرهم؟ - هي قيادات مؤتمرية، لكن القرار التنظيمي يجب أن يسري على الجميع، ولا أعتقد أن هذه القيادات تعتبر أن المؤتمر خسرها، فهي تعرف ما هو المؤتمر، وكانت شريكة في كثير من الإنجازات الوطنية التي قدمها المؤتمر للشعب والدولة، إلى ذلك لا زالوا أعضاءً في المؤتمر الشعبي العام، والتغيير كان في المواقع لا في الانتماء، وقد جاء التغيير بقيادات نشطة وفاعلة "ورحم الله امرءاً عرف قدر عمره".