اغتال مسلحون مجهولون الصحفي والناشط الحقوقي وعضو مؤتمر الحوار عبدالكريم الخيواني، أمس، أمام منزله بالعاصمة صنعاء، إثر عودته من اجتماع اللجنة الثورية العليا، التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين). وقال مصدر أمني ل"ليمن اليوم" إن مسلحين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار، عند الواحدة ظهر أمس، على الصحفي عبدالكريم الخيواني، عضو اللجنة الثورة العليا لجماعة أنصار الله وعضو المكتب السياسي للجماعة وأحد ممثليها في مؤتمر الحوار الوطني، بالقرب من قسم شرطة 22 مايو بشارع الرقاص المتفرع من شارع هائل، أثناء تواجده بالقرب من منزله، ولاذوا بالفرار. الجريمة لقيت إدانات واسعة من مختلف الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وقال عضو اللجنة الثورية العليا، نائف القانص، في تصريح ل"اليمن اليوم" إن عودة استخدام الدراجات النارية في عملية القتل والاغتيالات بعد توقفها لفترة تؤكد عودة الخلية المسئولة عن هذه الجرائم لمواصلة عملها الإجرامي، بعد أن كانت تحت السيطرة، وتم إطلاقها دون أن يعرف أحد في اللجنة الثورية لماذا تم ذلك. ولفت القانص إلى أن اللجنة الثورية، التي يعدُّ الشهيد الخيواني أحد أعضائها، تعقد في هذه الإثناء "السابعة مساء أمس" اجتماعاً طارئاً لمناقشة الإجراءات الكفيلة بتعقب الجناة وضبطهم وتقديمهم للعدالة. وأضاف القانص أن الخيواني كان قد طالب في اجتماع اللجنة الثورية بدار الرئاسة بإعادة جواز سفر الرئيس علي سالم البيض، واتخاذ قرارات بخصوص جمعة الكرامة، وضمان حياة كريمة لعائلتهم وأطفالهم. وأشار إلى من يقف وراء هذه الجريمة معروفون ويريدون خلط الأوراق وشق الصف الوطني، وأنهم هم من يقفون وراء اغتيال الشهداء "جدبان وشرف الدين والمتوكل" وغيرهم، وصولاً إلى الشهيد الخيواني، الذي قال إنه رفض، أمس، أن يكون له مرافقون. المؤتمر يدين وقد دانت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، بشدة، اغتيال الصحفي عبدالكريم الخيواني.. لأن الجريمة تعكس حالة الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد وتأتي كمحاولة لتصعيد الأزمة السياسية في البلاد، وعرقلة الحوار الذي يجري بين القوى السياسية برعاية أممية. وقال الناطق الرسمي للمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، عبده محمد الجندي، إن الذين اغتالوا الخيواني هم من فجَّروا مسجد دار الرئاسة، وارتكبوا مذبحة السبعين، ومذبحة جمعة الكرامة، وقتلوا الشهيد سالم قطن، وارتكبوا مذبحة العرضي والتحرير والمركز الثقافي في إب، وفقاً لما ذكرته وكالة "خبر"، مطالبة الأجهزة الأمنية بسرعة ملاحقة من يقفون خلف جريمة اغتيال الكاتب والصحفي الخيواني، وضبطهم وتقديمهم إلى العدالة. من جانبها قالت جماعة (أنصار الله) في نعيها الشهيد عبدالكريم الخيواني إن اغتياله محاولة بائسة لاغتيال الثورة وإيقاف مسيرة التغيير الشامل في اليمن. وقال بيان صادر عن أنصار الله " إننا هنا إذ ندين هذه الجريمة الشنيعة فإننا نحمل بعض القوى السياسية التي توفر الغطاء الإعلامي والسياسي للاغتيالات والتفجيرات والأحزمة الناسفة وغيرها من الجرائم المماثلة عبر وسائلها الإعلامية وشعاراتها المقيتة والإقصائية وخطاباتها التحريضية وأنشطتها التخريبية مسئولية مثل هذه الجرائم الوحشية ونحملها كذلك مسئولية أي تداعيات لها على المشهد الوطني ونعتبر أن مثل هذه الأعمال إنما تصب في خدمة الخارج الذي يسعى جاهدا لجر البلد نحو الفوضى والاقتتال الداخلي كما نحمل القوى السياسية التي ترفض أي حلول في طاولة المفاوضات أي تداعيات قادمة محتملة كونها تعيق إنجاز الاستحقاقات الانتقالية والترتيبات للدولة القادمة المنشودة التي ستقوم بدورها المطلوب في حفظ الأمن والاستقرار. ودعت جماعة أنصار اللجنة الثورية العليا التابعة لها إلى ترتيب ما تبقى من مسار الثورة لسد الفراغ القائم خاصة بعد التعنت المتعمد من قبل بعض القوى السياسية في عرقلة المسار السياسي بهدف تحقيق مآربها الضيقة وتصفية حساباتها وتنفيذا منها لأجنداتها الخارجية المشبوهة. وقال الناطق باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، في بيان صادر عنه، إن المجرمين كعادتهم ليس لديهم سوى القتل لغة للحوار مع الآخرين، محاولة بائسة لاغتيال الثورة وإيقاف مسيرة التغيير الشامل الذي كان ينادي به الشهيد الخيواني، ودليل على فشلهم السياسي وانحطاطهم الأخلاقي، وفقدانهم أي مشروع لبناء الدولة العادلة. وأكد على أن دم الشهيد الخيواني لن يذهب سدى، وسوف يكون لعنة على قاتليه ومن تآمر معهم، مثلما كان مداد قلمه ومواقفه الأبية عطاء ثورياً وزاداً أخلاقياً ومعرفياً لكل الثائرين الأحرار في مواجهتهم الاستبداد والفساد. ودانت حملة (من أجل وطن آمن) ونقابة الصحفيين اليمنيين والتنظيم الوحدوي الناصري ومؤسسة حرية وحزب التجمع اليمني للإصلاح جريمة اغتيال الصحفي عبدالكريم الخيواني، في العاصمة صنعاء، واعتبرتها جريمة بشعة تجر البلاد نحو منحى خطير، وتزيد من تعقيدات الوضعين الأمني والسياسي.