هل يجب أن تأخذ كلُّ مدينة يمنية، صغيرة أو كبيرة، نصيبها من هذا العدوان الدولي على بلدنا؟ يريم وكتاب مدن صغيرة تذوقت نيران السعودية وأخواتها، ودمعت قلوب ساكنيها البسطاء ألماً ونزفت أعينهم كبرياءً، وبلغ الجرح مداه. في باب الضورين، جنوبيريم، لم يكن هناك معسكر للجيش أو الحوثيين، ولا مضادات جوية ولا مخازن أسلحة. في باب الضورين مواطنون بسطاء معظمهم نزحوا من الريف باحثين عن مستوى معيشة أفضل بعد أن فشلت الأنظمة السابقة في توفيرها لهم في قراهم. في مدينة يريم طالت نيران طيارات مكتوب عليها لا إله إلا الله منازل المواطنين، وأحرقت أطفالهم ونساءهم في غرف النوم، في ساعة يفضِّلها الزاهدون للتسبيح والمناجاة. تقول وسائل الإعلام الداعمة للعدوان إن الهدف كان نقطة تفتيش للحوثيين، وهذا يمثل إدانة وليس مبرراً أو عذراً. حتى لو كانت هناك نقطة تفتيش للحوثيين في هذه المنطقة السكنية، هل هذا مبرر لقصف الحي كاملاً؟. أمن أجل قتل ثلاثة حوثيين أو أربعة تقصفون الحي ويموت الناس الأبرياء، أليس هذا ما تنتهجه القاعدة والجماعات المتطرفة التي تستهدف خصومها في التجمعات السكنية والمساجد والأسواق، وأي مكان، ولا يهمهم من سيسقط من الأبرياء في العملية، المهم أن تنال من الخصم. النار التي دخلت لتسلِّم على الأطفال في مضاجعهم بألسنتها المرسلة من أرض الحرمين ستظل لعنة في جبين تاريخهم ووشماً غائراً في ذاكرة اليمني الذي لن ينسى ثأره، خاصة عندما يكون مظلوماً وناله ما ناله دون أن يقترف ذنباً. يريم وكتاب، وغداً مدن صغيرة أخرى وتجمعات سكنية وربما قرى وبيوت ستصل إليها نيران كثيرة، وسيدمرون الكثير من مقدرات البلد وبنيته التحتية، لكن المواطن اليمني لن يركع ولن يحققوا مبتغاهم. اليوم يرفع الجرحى وأهالي الضحايا أيديهم إلى السماء.. إلى ما فوق الطيران الخليجي المدعوم من كل العالم، هناك من سينتقم لهم ويحسن الانتقام سواء بأيديهم أو بأيدي غيرهم، هناك إله حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، وثقتهم في ربهم عالية، وهو لا يخيب من دقَّ بابه.