أهمية قرار البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة في القوات البرية ليست في كون القرار صفعة لأمراء الحرب الذين اعتقدوا أنهم قادرون على تحويل دولة كباكستان إلى مرتزقة، بل إن أهميته تتمثل في أنه جاء بعد زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران لباكستان، ما يعني أن رسالة إيران لباكستان كانت أقوى من تأثير الأموال السعودية ودول الخليج كلها، وأن الباكستانيين وصلوا لقناعة أن العدوان البري على اليمن ستترتَّب عليه خسارة محققة لباكستان تتجاوز خسارتها لمصالحها مع السعودية ودول الخليج، بل وأمريكا نفسها.. فما هي الرسالة التي أوصلها ظريف للقوى السياسية والحكومة الباكستانية؟ والأمر كذلك بالنسبة لتركيا التي أعلن زعيمها مواقف متشددة ومتطرفة قبل زيارته لطهران، ولكنه عاد منها ليتخذ نفس موقف البرلمان الباكستاني.. واضح أن أمراء الحرب ومن يقف خلفهم، بما في ذلك لوبي صناعة السلاح في أمريكا ودعاة الحرب واللوبي الصهيوني وإسرائيل تلقوا صفعة، ولكن الصفعة التي وجهت لأمراء الحرب المغامرين في السعودية ودويلات الخليج تشعر بقوة الصفعة وتدرك أنها مُنيت بهزيمة سياسية وعسكرية على الأرض التي يحقق فيها الجيش واللجان الشعبية والثورية انتصارات حاسمة، والأهم هو الزخم الشعبي الذي لا يبالي بالقصف المجنون ويخرج للميادين والصواريخ العمياء تستهدف مدينته وقد تستهدفه، ليعبِّر عن صلابة وصمود وشجاعة منقطعة النظير، ويزأر مطالباً قيادة الثورة الإذن بالرد.. كل الشعب مدرب على حمل السلاح واستخدامه، إلا قلة، حتى النساء يعبرن عن شوق للمشاركة في المعركة المرتقبة.