مشاركة الحرس الوطني السعودي في الدفاع عن السعودية (أو عن مصالحها) لا يحتاج لقرار هذا أمر مسلم والمسلمات لا تحتاج قرارا. حتى لو صدر القرار، فمن المفترض أن يكون هذا القرار عسكريا سريا ولا يحتاج للإعلان عنه على وسائل الإعلام خصوصا أنه لن يكون له أي تأثير معنوي سلبي على اليمنيين إذا ما عده البعض في خانة الحرب النفسية؛ فلن يكون وقعه على اليمنيين بأشد من إعلان التحالف العشري في الليلة ا?ولى للعدوان، هذا التحالف الذي أخذ يتشظى ويتمزق شيئا فشيئا. القرار يشي بأزمة، وجدل محتدم حول عملية عاصفة الحزم التي دخلتها السعودية بقرار طائش دون الرجوع لأصحاب الخبرة داخل ا?سرة الحاكمة، ولن تكون عاصفة الحزم إلا مظهرا من مظاهر الخلافات العميقة داخل ا?سرة، والتي ستظهر للعلن مستقبلا شيئا فشيئا. وأتى القرار فيما يبدو لحسم الجدل الداخلي الدائر حول الحرب، ولوضع متعب بن عبدالله قائد الحرس الوطني أمام ا?مر الواقع. يكشف هذا عن ا?زمة الحقيقية والخسائر والصفعات المتتالية التي بدأت تتلقاها السعودية بعد قرارها المشؤوم بالعدوان على اليمن سواء على المستوى العسكري أو السياسي، وحتى على المستوى الإستراتيجي بعد خروج باكستان لم تعد ، فقط، بقية دول التحالف مترددة في المشاركة. لقد أصبح الداخل السعودي نفسه مترددا إن لم يكن مقبلا على انقسام حقيقي يهدد الكيان السعودي نفسه ومن الداخل هذه المرة أقصد داخل ا?سرة نفسها وليس فقط داخل المملكة. فبمجرد استلام بعض الطائشين المجانين للحكم في السعودية دخلت في حرب عدوانية حمقاء دون مبررات حقيقية.. ودون -وهذا ا?هم- حساب النتائج الوخيمة التي ستنعكس على السعودية نفسها. والتي يحاول عقلائها الآن تلافي الأضرار والانعكاسات الكبرى على المملكة التي سببها الطائشون في فترة قياسية من توليهم للحكم. الخلاصة بغض النظر عن المظاهر مهما كانت نتائج عاصفة الحزم بدأت بالظهور.. لقد خسرت السعودية حلفاءها، وبدأت الآن بخسارة شيء أهم من حلفائها بكثير.. بدأت بخسارة نفسها..