لو أن أمريكا لا تكتفي بما قدمته لآل سعود من سلاح دمار شامل لضرب أرضنا وشعبنا، بل زادتهم قنابل نووية كتلك التي ضربت بها هيروشيما وناجازاكي، بل أعظم منها، فلن تجد طفلاً واحداً يحني رأسه مستسلماً لآل سعود، كما فعل إمبراطور اليابان مع أمريكا. حكام آل سعود أسرة سادت ثم بادت من القرن الثامن عشر مرتين، وهذا القرن الذي يذهب البعض إلى تأويله بأنه قرن الشيطان، وهو مدة سيادتهم الأخيرة في طريقها للإبادة والزوال بعده، بقوة الله وبثأر ونقمة شعب اليمن المظلوم المعتدى عليه. أما اليمن فهي سُميت "يمن" على اسم يعرب بن قحطان بن هود، عليه السلام، كما جاء في خبر عن ابن هشام، صاحب السيرة.. قال ابن هشام: "يمن، هو يعرب بن قحطان، سمي بذلك لأن هوداً قال له أنت أيمن ولدي نقيبة"، وبقي هذا الاسم منذ ذلك التاريخ السحيق في القدم، وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حيث تواترت الآثار عن سيد خلق الله، عليه الصلاة والسلام، أن الله يبعث قبل قيام الساعة ريحاً طيبة من قبل اليمن تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة فلا يبقى إلا شرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة.. آل سعود يتشبثون بالحياة ويطلبون المحال من خلال رقصة الموت التي يؤدونها كما تؤدي الذبيحة رقصتها بعد الذبح، بغير انضباط، وما الاستهداف العشوائي لصعدة وبيوتها ومساجدها وللمنازل في القرى والمدن، وآخرها استهداف منزل الزعيم الصالح بغارتين متتاليتين، إلا تعبير عن هذا الجنون غير المبرر. أمريكا تعلم علم اليقين أن حكم آل سعود في أيامه الأخيرة، ولكنها تريد لهم أن يستيئسوا من النصر وتستنزف ما في خزائنهم من مدخرات أولاً، وتجيب لهم كل طلباتهم من أجل ذلك، وكلما قدمت لهم ما يطلبونه فلم يتحقق به رجاء أصابهم سعار الحرب فطلبوا غيره.. وقد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من السقوط المدوي.. ظهور الزعيم، في صباح الأمس، بعد الغارة التي دمرت بيته وتركته أثراً بعد عين، ولغة التحدي التي ظهرت في خطابة لشعبه وهو يشير إلى أنقاض المنزل قائلاً إن البيوت ستُبنى، والصواريخ ستعوَّض، والطائرات ستعوَّض، ولكن هذا الشعب العظيم هو الذي ينبغي أن نحافظ على نسائه وأطفاله ورجاله في مواجهة العدوان.. ويحث شعبه على الثبات والمقاومة والتلاحم، كل هذا أفقد الأعداء صوابهم فلم يكملوا مشاهدة الكلمة المتلفزة حتى سارعوا إلى استئناف الغارات على المنزل وكأنهم سيجدون ظله هناك كي يصطادوه، ولكنهم بدلاً من ذلك وللأسف وجدوا جموعاً هرعت لتشاهد آثار القصف الأول ولتطمئن على الزعيم، فأوقعت الكثير من الشهداء والجرحى.. من سيبلغ آل سعود أن الموازين انقلبت كما قال لهم الزعيم، وأن وضعاً قادماً يتشكل في المنطقة والعالم كله بسبب هذه الحرب العبثية، وأن أول ضحاياه هم هذه الأسرة الأعرابية التي استكملت قرنها في الحكم (قرن الشيطان). وإلى غراب العدوان والناطق بلسانه والمروج لأكاذيبه نقول: لا تدعي لك نسبة ... لمخَالِف اليمن الكبير الأرض تعرف أهلها ... يا أيها العبد الحقير نجران، جيزان الحبيبة ... ثم ثالثها عسير فاقصر من الدعوى المقيتة ... لست أكثر من أجير.