سمعت من يقول إنه يفهم أن السعوديين موجوعون من الشاعر اليمني الفذ عبد الله البردوني، ولذلك وجهوا صواريخهم لكي تدك مكتبة ومتحف البردوني في ذمار، والسعوديون نسفوا ضريح الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، ودمروا منزل ومكتبة والده الفقيه الزيدي الخطير بدر الدين الحوثي، التي تعد أكبر خزانة للفكر الديني في الجزيرة العربية، وهذا أيضا مفهوم لأن السعوديين لديهم معضلة مع كل ما هو زيدي، وكل ما يتعلق بأنصار الله، لكن ما الذي دفع السعوديين إلى إرسال طائراتهم لتعصف بمسجد الإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني الحميري شيخ أحمد بن حنبل، وشيخ محمد بن إسماعيل البخاري؟ ولم استهدفوا كل الرموز الوطنية والدينية اليمنية في عدوانهم هذا؟ هؤلاء الحائرون، لا يدركون بعض الأمور المهمة.. لا يدركون أن بين آل سعود والوهابية مزاوجة، أو عقد قران كاثوليكي.. وفي العدوان السعودي على اليمن لا ينبغي الفصل بين آل سعود وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي، والذي جعل الإيمان بالوهابية ركنا سادسا للإسلام حسبما قال أخوه سليمان بن عبد الوهاب.. آل سعود والوهابية كلاهما عدو للتاريخ والفكر المنير.. من جانب آخر- وهذا ما لا يفطن إليه الحائرون- إن غيرتهم تحركهم، بؤسهم الديني يحركهم، بؤسهم الوطني يحركهم، فليس لديهم علم يذكر في عالم الأعلام.. ولاحظوا أن السعودية الوهابية تعلي مكانة من ليس يمنيا ولا عربيا، ولو كان من أبأس الخلق فكرا، فقد أعلوا مكانة الأجانب، بخاري، كيساني، سجستاني، نيسابوري، قزويني، وهلمجرا.. من خلال إحياء مؤلفاتهم، وتكوين مئات المطابع والمؤسسات ودور النشر التي تسوق تلك الأسماء.. هاتم لنا مثالا واحدا يدل على أن تلك الأرض المسماة المملكة العربية السعودية أنبتت عالم دين محترم، مفكرا محترما، فيلسوفا محترما، شاعرا أو أديبا أو سياسيا يحسب في عالم الأعلام.. الحالة الوحيدة- والصدق أمانة- هي أن السعودية أنبتت قرن الشيطان النجدي، محمد بن عبد الوهاب، مؤسس المذهب الوهابي، أبو التكفير والتخلف والتزمت والإرهاب ومنتج أحذية آل سعود.. هذا عنوان آل سعود والوهابية، محمد بن عبد الوهاب وتلامذته، ومذهبه، أبو الإرهاب في العالم كله، وأبو الشرور في العالم أجمع. لو يعلم آل سعود مكان قبور زرعة بن سيف بن ذي يزن، والحارث بن عبد كلال، وفهد الحميري، وغيرهم ممن كاتبهم الرسول محمد لضربوا قبورهم، ولو يعرف السعوديون في أي مقبرة دفن سميفع بن يعفر ذي الكلال قائد الحميريين الذين قاتلوا وحرروا شمال شبه الجزيرة وفتحوا الشام لدكوا تلك المقبرة كما فعلوا في خزيمة صنعاء.