استشهد وأصيب نحو 170 مواطناً بينهم نساء وأطفال بمحافظة تعز، في جريمة حرب أخرى تضاف إلى سجل جرائم حلف العدوان السعودي المتخم بأشلاء ودماء الآلاف من اليمنيين، طوال أكثر من 120 يوماً من القصف والحصار المتواصل. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر طبي بمحافظة تعز أن حصيلة ضحايا قصف الطيران السعودي للمدينة السكنية التابعة لعمال محطة توليد الكهرباء والطاقة بمديرية المخا ارتفعت، حتى مغرب أمس، لتصل إلى نحو 70 شهيداً و100 جريح، بعضهم إصاباتهم بليغة، مرجحاً ارتفاع العدد كون عمليات الإغاثة كانت مستمرة، حتى مساء أمس، وهناك جثث لازالت تحت الأنقاض. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني إن طائرات حلف العدوان شنت، في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء الجمعة، 9 غارات جوية على محطة كهرباء المخا وسكن المهندسين القريب من المحطة، وقصفت المنشأتين "المحطة والسكن" بنحو 18 صاروخاً، منها 3 صواريخ على المحطة الكهربائية و15 صاروخاً على سكن المهندسين. وأشار المصدر إلى أن العدوان السعودي استهدف وبشكل مباشر المجمع السكني الذي يضم 200 وحدة سكنية تابعة لمهندسي وفنيي وعمال محطة كهرباء المخا، والتي تؤوي إلى جانب أسر موظفي وعمال المحطة عشرات الأسر النازحة من مدينة تعز جراء الصراع المسلح بين قوات الجيش والأمن وعملاء العدوان السعودي، لافتاً إلى أن القصف تسبب في تدمير عدد كبير من المساكن على رؤوس ساكنيها، وتضرر المساكن المجاورة، وإتلاف وسحق عشرات السيارات، واحتراق وتفحم عدد من جثث الضحايا، بالإضافة إلى تمزق جثث ضحايا آخرين من شدة القصف. وأكد ذات المصدر أن فرق الإغاثة وعمليات الإسعاف انتقلت إلى مكان القصف منذ اللحظات الأولى للمجزرة، وبمجرد وصولها إلى سكن موظفي محطة كهرباء المخا عاد الطيران السعودي لقصف فرق الإغاثة والتسبب باستشهاد وإصابة عدد منهم، فيما رفضت الفرق التابعة للهلال الأحمر الانتقال إلى المكان والمساهمة في عمليات الإغاثة بعد أن تم قصف المسعفين.. ونقل المصدر الأمني عن الهلال الأحمر أنهم تلقوا تهديدات من قبل عملاء العدوان بقصف الفرق الإغاثية التابعة لهم في حال توجهت إلى إسعاف ضحايا مجزرة المدينة السكنية، منوهاً بأن الهلال الأحمر انتقل، صباحاً، للمساهمة مع فرق الإغاثة الأخرى في انتشال الضحايا وإسعاف الجرحى. من جهته قال ل"اليمن اليوم" الناطق باسم وزارة الصحة العامة والسكان، الدكتور تميم الشامي، إن الحصيلة الأولية التي تلقتها الوزارة بخصوص مجزرة سكن مهندسي وموظفي محطة كهرباء المخا بلغت، حتى عصر أمس، 60 شهيداً و89 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال. وأشار إلى أنه تم نقل الضحايا إلى مستشفيات زبيد والثورة والعسكري بمحافظة الحديدة، بالإضافة إلى مستشفيات تعز، لافتاً إلى أن الوزارة اضطرت للاستعانة بسيارات وطواقم إسعافية من محافظاتالحديدة وإب وصنعاء نظراً لعدم توفر سيارات وطواقم إسعافية في محافظة تعز، والتي تم نهب الكثير من سيارات الإسعاف فيها من قبل عناصر القاعدة ومسلحي حزب الإصلاح الموالين للعدوان السعودي. ودعا الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان المجتمعَ الدولي وكافة المنظمات الدولية الإنسانية والصحية إلى القيام بواجبها الإنساني تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان سافر وحصار جائر، ومخاطبة ضمائرهم لوقف هذا العدوان ورفع الحصار.. مؤكداً أن القطاع الصحي في اليمن يعيش أوضاعاً كارثية ومأساوية بسبب هذا العدوان والحصار. وكان مدير عام مكتب الصحة بمحافظة تعز، الدكتور حسن العزي، قد أكد في اتصال مع "اليمن اليوم"، ظهر أمس، أن الحصيلة الأولية التي تلقاها المكتب تفيد باستشهاد 48 وإصابة 98 من المدنيين في القصف السعودي على سكن مهندسي وعمال محطة كهرباء المخا، موضحاً بأن الإحصائية وردت إلى المكتب من مستشفى المخا ومستوصف السلام، فيما لا يزال عدد الضحايا الذين تم نقلهم إلى مستشفيات أخرى بتعزوالحديدة مجهولاً، بالإضافة إلى استمرار عمليات الإغاثة بحثاً عن جثث تحت الأنقاض. وقوبلت هذه الجريمة بحق أسر وعائلات ونازحي المجمع السكني لموظفي ومهندسي كهرباء المخا، باستياء شديد بين أوساط الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، بما فيهم ناشطون معروفون بمواقفهم المؤيدة للعدوان السعودي على اليمن، حيث كشف هؤلاء عن مقتل وإصابة عدد من أسر وعائلات وأقرباء موظفي محطة الكهرباء الذين نزحوا إليهم هربهاً من المواجهات المسلحة بمدينة تعز، مشيرين إلى أن من بين الضحايا من هم مؤيدون للعدوان. من جهة أخرى أفاد "اليمن اليوم" مصدر في محطة كهرباء المخا أن الطيران السعودي قصف المحطة بثلاثة صواريخ، متسبباً بخروجها عن الخدمة. وأوضح المصدر أن قصف محطة كهرباء المخا جاء بعد أيام من قبل عملاء العدوان المتمثلين بمسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة بقصف واستهداف المحولات الكهربائية في محطة الحوجلة بعدة قذائف مدفعية أخرجتها عن الخدمة نهائياً، الأمر الذي أدى إلى تعطل جزء كبير من محطة المخا وعجزها عن تغطية التيار الكهربائي الذي خلفه قصف محطة الحوجلة، ثم جاء القصف الجوي ليقضي على ما تبقى من التيار. يذكر أن مسلحي الإصلاح والقاعدة سبق وأن قاموا، قبل أيام، بقصف المنشآت النفطية في منطقة سد الجبلين الضباب غرب مدينة تعز، وإتلاف أكثر من 65 ألف اسطوانة غاز كانت مخصصة لتوزيعها وبيعها على المواطنين بعد إجازة عيد الفطر المبارك للتخفيف من أزمة الغاز المنزلي التي تشهدها المحافظة. وواصل العدوان السعودي، أمس، غاراته الجوية على محافظة تعز، مستهدفاً مواقع في مدينة تعز وباب المندب. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي إن طيران العدوان السعودي نفذ، صباح أمس، 3 غارات على شارع الستين، مستهدفاً منزل المواطن منصور أحمد صدام في منطقة الهشمة، دون معرفة إن كان القصف نتج عنه سقوط ضحايا مدنيين أم لا، فيما استهدف الطيران المعادي بغارتين مواقع في باب المندب، وفقاً للمصدر. من جهة أخرى، وفي سياق المواجهات المسلحة بين قوات الجيش والأمن مسنودة من اللجان الشعبية لأنصار الله "الحوثيين" وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة الموالين للعدوان السعودي، تواصلت، أمس، الاشتباكات بشكل عنيف في عدد من المواقع داخل مدينة تعز. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن المواجهات تواصلت في حي الإخوة والجمهوري والمرور وعصيفرة ومحيط جبل جرة، بالإضافة إلى تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية في مشرعة وحدنان، واستعادة عدد من المواقع المطلة على وادي الضباب جنوب غرب المدينة.