الورطة السعودية في اليمن ليست في جباله الحصينة ورجاله الأشداء وحسب، ولكن في فريق المرتزقة الذين تقاولوا منها الحرب البرية وإرشاد الطائرات، وتجنيد المرتزقة وعلاج الجرحى. وفضلاً عن كون السعودية عاجزة بذاتها عن تحقيق نصر محدود تتوكأ به للخروج من المأزق وبقليل من ماء الوجه، فإن أذرعها (هادي وفريقه وحزب الإصلاح) لن يسمحوا ل(البقرة الحلوب) التي يقطر ضرعها مالاً وسلاحاً بالمغادرة، قبل أن يجف. خمسة أشهر حرب أنفق عليها العدو عشرات المليارات لم يحرز فيها نصراً حقيقياً يمكن البناء عليه، ولم يُصَب بهزيمة كاسرة تجبره على الانسحاب، ولم يرشد إلى تفضيل الحل السياسي ومعرفة أن (5) أشهر من الفشل العسكري لن يتبعها إلاّ المزيد من الفشل.