الإرهابي ليس رجلا فقيرا، إنما هو شخص يعتنق الوهابية، ويلتزم لها بالطاعة وتنفيذ الأوامر..ألا تلاحظون أن كل الإرهابيين متخرجون من مؤسسات التعليم الوهابي، سواء في السعودية أو اليمن أو باكستان، أو غيرها، هاتم لنا إرهابيا واحدا تخرج من مركز بدر العلمي الذي كان يديره المحطوري، أو تخرج من مدرسة المصطفى في حضرموت.. لن تجدوا، لكن ستجدون أن كل من تخرج من معهد دماج السلفي الوهابي، كلهم إرهابيون، إلا ما ندر، ومن عاد إلى بلاده عمل عملة شنيعة.. الإرهاب له علاقة بفكر وثقافة وتربية خاصة تحتكرها الوهابية..في المعهود الإسلامي نجد تصنيفات من قبيل معتدلون، متطرفون، وسطيون، إرهابيون.. تصنيف للناس على محاور مختلفة، والخلاف والاختلاف بين الأفراد والجماعات أمر معتاد، لأن البيئات تختلف وأساليب التنشئة تختلف، وبالتالي تختلف أنماط التفكير والسلوك.. لماذا يصبح الوهابي إرهابيا بالضرورة أو في الغالب، ويبقى الزيدي مثلا معتدلا، بالرغم من أن الاثنين يخضعان لتأثير الخطاب الإسلامي؟ لماذا لم تنتج المدارس والمذاهب والمعاهد الشافعية والصوفية والحنفية والإسماعيلية والاثناعشرية حتى، لم هذه لم تنتج إرهابيين ينتحرون ويفخخون ويقتلون بالجملة والمفرق، واقتصر إنتاج الإرهابيين على الوهابية، وهي أيضا مدرسة إسلامية لها معاهد ومدارس وكتب ومنابر؟ هذا لأن الوهابية حاملة فكر الخوارج التكفيري، ويترتب على تكفير الفرد أو الجماعة قتلهم.. الوهابية وريثة أسوأ ما خلفته السلفية الأولى، وليس في المذاهب الأخرى قمامة فكرية إلا كانت تركة ترثها الوهابية، زيادة على أن الوهابية أصبحت مؤسسة دينية ضخمة للغاية، وحسبنا أنها المؤسسة الموازية للمؤسسة السياسية في السعودية، فهما مؤسستان متلازمتان تتقاسمان المصالح والمهام، من يوم قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب لابن سعود: نحن علينا الحكمة والبيان، وأنتم عليكم السيف والسنان.. ومظهر ذلك تجده اليوم في ثنائية آل سعود- آل الشيخ.. للإرهاب ثقافة خاصة، تربية خاصة، مؤسسات تعليم وتوجيه، تجعل الفرد موضوعا لرسالتها، وأداة لتحقيق أهدافها.. تعده نفسيا وعقليا وثقافيا وسلوكيا لكي يؤدي دورا يخدم سياستها، وتقدم له المال الكافي للحياة والقيام بالأدوار التي تكلفه بأدائها.. هذه المؤسسة الوهابية- السعودية، تقدم نفسها للمجتمع بوصفها - وحدها في هذا العالم- حاملة المعرفة الصحيحة بالإسلام، وخادمة الإسلام والمسلمين، وحارسة موروث السلف الصالح، وأن من مهمتها القضاء على الشرك المتفشي بين المسلمين، ومحاربة البدع والانحرافات العقدية الطاغية في المجتمعات، كما تزعم أنها معنية بمقاومة الغرب الكافر اليهودي الصليبي الذي لا رسالة له في الحياة سوى التفرغ لحرب المسلمين والقضاء على الإسلام، فما سيكون عليه حال الوهابي إذاً؟