عبدالمجيد التركي ما يقوم به الحُفاة في نجران وجيزان وعسير أشبه بالأساطير والحكايا.. إنهم يمرغون كرامة آل سعود تحت أقدامهم الحافية.. ومن يتابع قناة العربية لن يفهم ما أتحدث عنه، لأن هذه القناة مشغولة بإنتاج مقاطع كرتونية بالكمبيوتر تتحدث فيها عن دحر اليمنيين من الربوعة وعسير.. يا للفشل!! ببنادقهم، وأقدامهم الحافية.. هكذا يجترحون المعجزات في نجران وجيزان وعسير.. ببنادقهم يواجهون الدبابات وينتصرون، ويضعون فوهات بنادقهم في خراطيم الدبابات التي تتهشَّم تحت أقدامهم الشامخة. يقول فوزي حوامدي، كاتب جزائري، أعتقد جازماً أن صورة الجندي اليمني الحافي في الأراضي السعودية ستكون منعرجاً آخر في العدوان والتصدي له، كما أن هذا الجندي دخل التاريخ من بابه الواسع، ويحق لكل يمني أن يفتخر بجيشه وبجنوده، وسيكتب التاريخ وتتداول الأجيال أن هذا الجندي الحافي أطهر وأنقى وأفضل ألف مرة ممن يحملون شهادات عليا ويصدِّعون رؤوس الشعوب العربية يومياً بالكذب والافتراء وتقدُّمات وهمية، وإنجازات ورقية لا يتقن تحليلها إلا خبراء الخليج العسكريين من متقاعدي جيوش، آخر معاركها غزوة أحد عندما هاجمت قريش الأنصار في المدينة، ثم قصف اليمن، ما يعني أن حروبها دائماً ضد الأنصار ولا تحارب الكفار. أما أنت أيها الجندي الحافي، حماك الله ورعاك، فتأكد أنك أسعدت كل عربي غيور وحر ببسالتك وشجاعتك، ولك أن تفتخر بيمنيتك وعروبتك، وكل عربي يتمنى أن يكون جيش دولته له مثل شجاعتك، لأنك أبرزت المعنى الحقيقي للرجولة، والدفاع عن الوطن والعرض والشرف والكرامة، فهنيئاً لك التاريخ. المقاتلون في نجران وجيزان وعسير ليسوا جيوشاً ولا آلافاً مؤلَّفة، إنهم قليلون جداً، لكنهم كثيرون بقضيتهم، وبشجاعتهم التي تجعل الدبابات تفر من أمامهم.. فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة!!