للوهلة ا?ولى قد يبدو أن إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر قرارا أحمق وغبيا من السعوديين، خصوصا أنهم لازالوا عالقين في ورطة اليمن، وكان الأحرى بهم تحاشي الوقوع في مشاكل ستؤدي حتما إلى مواجهات جديدة هم في غنى عنها على ا?قل في الوقت الحالي.. نعرف أن السعوديين أغبياء وحمقى وطائشين، لكن ليس لهذه الدرجة.. إلا إذا كان هناك أمر يدبر للمنطقة برمتها. من المؤكد أن إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر يهدف لخلق ردود فعل انفعالية عاطفية متسرعة وعنيفة من قبل الشيعة، بهدف توريطهم في إشعال نار الفتنة المذهبية، خصوصا أن الشيعة إلى الآن لازالوا تحت السيطرة، ولم ينجروا لردود فعل مكافئة للجرائم التي ترتكبها داعش والقاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية المدعومة من السعودية وقطر وتركيا ومن وراءهم. سكوت ا?زهر وباقي المؤسسات الدينية السنية (المعتدلة) لحد الآن عن جرائم السعودية (الوهابية)، والتي تتعمد استهداف الشيعة بشكل واضح ومكشوف ومتعمد ومستفز، يساهم بشكل أساس في إشعال هذه الفتنة الكبرى التي أؤكد أنها لم تشتعل بعد، وإن كانت قد اقتربت بصورة مخيفة.. وأستطيع الجزم بأن هذا السكوت متعمد ومدفوع الثمن. نحن أمام طريقين: إما سكوت معتدلي السنة.. وهذا يعني الرضا والموافقة، والتورط في كل ما يجري، وبالتالي تحملهم كامل المسؤولية عن النار التي ستشتعل لتحرق الجميع.. أو إدانتهم لجرائم آل سعود الوهابية وإعلان البراءة منها لتتحول المشكلة بالتالي لمشكلة سياسية بين آل سعود ومذهبهم المتطرف من جهة، وبين باقي المذاهب الإسلامية من جهة أخرى. هناك أمر آخر في غاية الخطورة والأهمية، يجب التنبه له لتزامنه مع كل ما يجري، وهو التحالف السعودي ا?خير لمحاربة الإرهاب، والذي يؤكد أن مواجهة مذهبية كبرى يتم الإعداد لها بكل جدية من قبل السعوديين والأتراك، وبإيعاز أميركي واضح. لا حاجة للقول إن هذا التحالف سيكون مصيره الفشل، لكن مجرد وجوده يؤكد الجنون والحماقة التي وصلت إليها السعودية، والتي افترضنا نفيها في بداية المقال. من الواضح أن السعوديين فقدوا صوابهم كلية حتى يتورطوا في التخطيط لإحراق المنطقة بأكملها.. وكأنهم قد وصلوا لقناعة تامة بالنهاية المحتومة التي تنتظرهم، فقرروا هدم المعبد على الجميع.