تناول الإعلام الخارجي تصريحاً أو رؤيا للعسيري مفادها بأن الحوثيين استهدفوا مكة بصاروخ بالستي! بالنسبة للرؤيا أو لخبر الصاروخ كخبر صرح به العسيري قد أسعدني جداً... بسبب فهمي له ولتبعاته وفهمي بالتأكيد غير ما يريده النظام السعودي لأنه يفكر بعقلية الكيد والإجرام فقط وهذه العقلية لا تجلب له المصلحة دائماً ويبدو أنه وقع هذه المرة بإذن الله وحوله! وعلى الإعلام اليمني والقائمون عليه ألا يغرقوا أنفسهم بالنفي والإنكار! فقد صرح بهذا الخبر العسيري ونفاهُ الحوثيون! وكلام العسيري ستتناقله كل قنوات العالم ووسائله بالتأكيد! وأما إنكارنا ونفينا لن يخرج عن حدود اليمن وهذه مشيئة الله! وعسى أن نكره شيئاً وهو خيرٌ لنا! وعلينا استغلال هذا الخبر في تعريف العالم بقضيتنا وبالإرهاب الواقع علينا ووضع الحقيقة كاملة في مواقع النت ومواقع التواصل وبكل اللغات فملايين المسلمين ومليارهم سيبحثون في أخبارنا داخل النت ومن هم الحوثيون وما قضية اليمن؟ وسيهتمون بمعرفة الحقيقة كاملة بعد هذا الخبر. الآن أوكِلوا الأمر لأهله ليملأوا المواقع بجرائم النظام السعودي ولا تنشغلوا بالنفي والتبرير فلن يصدقنا الأعداء ولكن الله معنا وهو الحكم العدل ويعرف حقيقتنا ونوايانا! وهذا الخبر لصالحنا كما أسلفت لو عرفنا الاستفادة منه وتمكنا من استغلاله بالطريقة الصحيحة! العالم لا يعرف أن هناك حربا على اليمن وعدوانا خارجيا عليها وأقصى ما يتداوله الإعلام العربي والأجنبي هو موضوع (نزاع مسلح داخلي أو حرب أهلية) وهذا ما تروجه الأممالمتحدة وقد ساق الله لنا هذا الخبر فلا تحرمونا من استغلاله! ولو جئنا لمناقشة الخبر بعقلية منطقية ورؤية شرعية إسلامية وليست رؤية سعودية وهابية صهيوأمريكية وهي الرؤية الشرعية التي سيراها علماء المسلمين وليس القرني وأحبار النظام السعودي! فلو افترضنا جدلاً أن الصاروخ انطلق فعلاً باتجاه الأماكن المقدسة وعلى ضوء هذا فأمر الشرع الإسلامي سيكون انطلاقاً من القاعدة الشرعية التي تقول: درءُ المفاسد مقدم على جلب المصالح أو (دفع الضرر أولى ومقدم على جلب المصالح!). يعني إذا كان النظام السعودي يخاف على المقدسات فعليه أن يتوقف عن الحرب فوراً ليحافظ على تلك الأماكن. فدفع الضرر والمفاسد مقدم على جلب المصالح! بمعنى وقف الحرب يمنع الضرر على الأماكن المقدسة وأيضاً يمنع المفاسد وسفك المزيد من الدماء! وأولى من جلب المصالح يعني مقدم على أن يحقق النظام السعودي مصلحته العسكرية التي تتحقق بالهيمنة على اليمن! وعلى غازه ونفطه! ومبرر هذا أيضاً أن النظام السعودي منذ عام ونصف العام لم يستطع منع الصواريخ اليمنية عنه فمن يضمن عند مواصلة الحرب ألا تتضرر الأماكن المقدسة حتى من أي طرف خارجي ومندس ومن أي بارجة على ظهر البحر فلذلك وقف الحرب أولى وأضمن من جميع الاتجاهات! وما يهم المسلمين هو أن تسلم كعبتهم ومقدساتهم! وجميع المسلمين يفترض أن يكونوا مع هذا! فمن غير المعقول أن يكونوا مع النظام السعودي أو يؤيدوه على سفك دماء اليمنيين بهذه الذريعة لأن الخطر ينتفي بوقف الحرب وليس مواصلتها. وعن مناسبة العنوان المطروح فبعد منع وحظر النظام السعودي لموسم الحج على عدد من الدول الإسلامية لأسباب سياسية وكانت هناك حوادث حدثت قبل العام الماضي في موسم الحج عندما قُتل أكثر من ألفي حاج في حادث التدافع.. وسقوط رافعة أيضاً في محيط الحرم والتي أدت إلى سقوط عدد من الحجاج قتلى وجرحى! وبعد كل تلك الأحداث التي رافقت موسم الحج بما يعني أن النظام السعودي استطاع أن يمتهن قدسية الحج وينقل صورة أمنية غير لائقة عكست انشغاله الخارجي وتدخله في شؤون الدول العربية والإسلامية بما يساعد على زعزعة أمنها واستقرارها خدمة للمشروع الصهيوأمريكي وليس خدمة للحرمين وقد أثبت النظام السعودي أنه غير مؤهل وغير مؤتمن على إدارة مقدسات المسلمين التي جعلها مكاناً للموت والاستهتار بنظر العالم الإسلامي والأجنبي وشوه رسالتها أيضاً مستثمراً تلك الأماكن في صرعاته السياسية ليس إلا. وعودة لمناسبة عنوان المقال فقد كنا في مجلس مقيل أنا وعدد من الزملاء واقتحم علينا المكان كعادته أحد مجانين القرية المجاورة في وقت كنا فيه مشغولين بمشاهدة خبر حريق فندق للحجاج في مكة أثناء موسم الحج وانهمك ذلك المجنون بالخبر وتفاجأنا به وهو يقول: (أمس دعس حجاج واليوم حريق، السعوديون يشتوا يهدموا الكعبة ويرفعوا علم إسرائيل.. بس عادهم مستحين) فضحكنا بدرجة مبالغة فيها أدت بأحد الزملاء لأن ينتفض من مكانه ويتبرع بربطة القات التي كانت أمامه لذلك المجنون وهو يقول (والله أنت أعقلنا واحنا المجانين). هذا تفسير رؤياكم يا آل سعود من مجنون يمني والذي يبدو أنه يعرف ويفهم نواياكم جيداً! ولكم أن تعرفوا حقارتكم ومكانتكم عند المسلمين والتي عجزت ملياراتكم أن ترفعها أو تطهرها عبر وسائل الإعلام!